الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الخمسمائة:
(562)
وليس الموافيني ليرفد خائباً
تمامه:
…
فإن له أضعاف ما كان أملا
لما تقدم قبله، والبيت لم يعرف قائله، وخائباً: خبر ليس، واللام متعلقة بالموافي، يقال: وافاه، أي: أتاه، ويرفد، بالبناء للمفعول، والرفد: العطية والإحسان، يقول: لا يخيب من يأتيني للإحسان، بل أ
نعم
عليه بأضعاف ما قد كان أمله مني.
(نعم)
أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الخمسمائة:
(563)
أليس الليل يجمع أم عمرو
…
وإيانا فذاك بنا تداني
نعم وأرى الهلال كما تراه
…
ويعلوها النهار كما علاني
على أنه قد أجيب فيه بنعم ما يجاب به الإيجاب رعياً للمعنى عند أمن اللبس، قال أبو حيان في "تذكرته" بعد نقل كلام سيبويه: لحن ابن الطراوة سيبويه في استعماله نعم في هذين الموضعين، وقال: إنما هو موضع بلى لا موضع نعم، وهو كما قال في أكثر ما يوجد من كلام النحاة، ولا شك أكثر في الاستعمال، وعلى ذلك جاء ما يروى عن ابن عباس أنهم قالوا في جواب:(ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ)[الأعراف/ 172] نعم لكفروا، ولكن قد يوجد مع ذلك خلافه في قول جحدر: أليس الليل .. البيتين. ويفتقر كلام ابن عباس مع وجود قول هذا القائل إلى فضل نظر، وهو أن تقول:"نعم" في قول الشاعر ليس بجواب، لأن الجواب بنعم إذا جاء بعد الاستفهام إنما يكون تصديقاً لما بعد ألف الاستفهام، ولم يرد الشاعر أن يصدق أنه لا يجمعه الليل مع أم عمرو، ولكنه لا يمتنع أن يقولوا "لا" على الجواب،