الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
وتقدم شرحه قريباً في الثامن والخمسين بعد الخمسمائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الخمسمائة:
(584)
ووالله لولا تمره ما حببته
على أن الواو الأولى للعطف، والثانية للقسم، وروي:"وأقسم لولا تمره" فلا شاهد فيه، وعلى كل الروايتين معطوف على أحب أول الشعر وهو هذا:
أحب أبا مروان من أجل تمره
…
وأعلم أن الرفق بالمرء أرفق
ووالله لولا تمره ما حببته
…
ولا كان أدنى من عبيد ومشرق
وفيه إقواء. ورواه المبرد في "الكامل" هكذا:
وأقسم لولا تمره ما حببته
…
وكان عياض منه أدنى ومشرق
فلا إقواء، قال الجوهري: يقال أحبه فهو محب، وحبه يحبه، بالكسر، فهو محبوب، وأنشد البيتين، وقال: هذا شاذ، لأنه لا يأتي في المضاعف يفعل، بالكسر، إلا ويشركه يفعل، بالضم، إذا كان متعدياً ما خلا هذا الحرف. انتهى.
قال المبرد في "الكامل"، وكل شيء كان على فعلت من المدغم، فمضارعه إذا كان متعدياً إلى مفعول يكون على يفعل، نحو: رده يرده، وشجه يشجه، وفره يفره. فإذا قلت: فر يفر، فإنما ذلك لأنه غير متعد إلى مفعول، ولكن تقول: فررت الدابة أفره، وجاء فعل يفعل من المتعدي في ثلاثة
أحرف يقال: عله يعله ويعله، وهره يهره ويهره: إذا كرهه، ويقال: أحبه يحبه، وجاء حبه يحبه، ولا يكون فيه يفعل. قال الشاعر:
لعمرك إنني وطلاب مصر
…
لكالمزداد مما حب بعدا
وقال آخر:
وأقسم لولا تمره ما حببته
…
البيت.
وقرأ أبو رجاء العطاردي (فاتبعوني يحبكم الله)[آل عمران/ 31] ففعل في هذا شيئين؛ أحدهما: أنه جاء به من حببت، والآخر: أنه أدغم في موضع الجزم، وهو مذهب تميم وقيس وأسد. انتهى كلامه.
وقال ابن السيد البطليوسي فيما كتبه عليه، قوله هز يهز قد جاء غير هذا الذي ذكره وهو: شده يشده ويشده، ونم الحديث ينمه وينمه، حكاهما الفراء، وزاد غيره: بت الشيء يبته ويبته إذا قطعه. وقول الشاعر:
وأقسم لولا تمره ما حببته
هذا البيت أنشده الكسائي في "الألفاظ".
ووالله لولا تمره ما حببته
…
ولا كان أدنى من عبيد ومشرق
وأنشد قبله متصلاً به:
أحب أبا مروان من أجل تمره
…
وأعلم أن الجار بالجار أرفق
وفي "الزاهر" لابن الأنباري: قال الكسائي والفراء: حببته وأحببته، وأنشد:
أحب أبا العصماء من حب تمره
…
وأعلم أن الرفق بالعبد أرفق
ووالله لولا تمره ما حببته
…
وما كان أدنى من حبيب ومشرق
وقال اليزيدي في "نوادره": أنشدنا أبو جعفر، قال: أنشدني أبو توبة في قول العرب: حببت الرجل فأنا أحبه ومحبوب من هذا، وأحببته فهو محب:
أحب أبا الغضبان من حب تمره
…
وأعلم أن الرفق بالجار أوفق
فوالله لولا تمره ما حببته
…
ولو كان أدنى من عبيد ومشرق
انتهى. وفي هذه الرواية لا شاهد فيه، و"لو" فيه وصلية، وأحب بفتح الألف وكسر الحاء، وأوفق: بالواو. وفي "أمثال الميداني": "صنعة من طب لمن حب"، أي: اصنع هذا الأمر لي صنعة من طب لمن حب، أي: صنعة حاذق لإنسان يحبه. يضرب في التنوق في الحاجة، واحتمال التعب فيها، وإنما قال حب لمزاوجة طب، وإلا فالكلام: أحب، وقال بعضهم: حببته وأحببته لغتان، وأنشد:
ووالله لولا تمره ما حببته
…
ولا كان أدنى من عبيد ومشرق
وهذا إن صح شاذ نادر.
وقال ابن بري في أماليه على "صحاح الجوهري": هذان البيتان لعيلان بن شجاع النهشلي، وكان أبو العباس المبرد يرويه:
وكان عياض منه أدنى ومشرق
فعلى هذه الرواية لا يكون فيه إقواء. انتهى.
وعيلان، بفتح العين المهملة وسكون المثناة التحتية، وعبيد بالتصغير، ومشرق: اسم فاعل من الإشراق، وهما ابنا الشاعر، وما أكثر اختلاف الروايات في كلمات هذين البيتين.