الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده:
ولا للما بهم أبداً دواء
صدره:
فلا والله لا يلفى لما بي
وتقدم الكلام عليه في الإنشاد الثامن والتسعين بعد المائتين.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد الخمسمائة:
(570)
فأصبحن لا يسألنه عن بما به
…
أصعد في علو الهوى أم تصوبا
على أن الباء الأولى مؤكدة لـ "عن"، لأنها بمعناها، قال الفراء في آخر تفسير سورة الإنسان: قرأ عبد الله: (وللظالمين أعد لهم) كرر اللام في (الظالمين) وفي (لهم)، وربما فعلت العرب ذلك، أنشدني بعضهم:
فأصبحن لا يسلنه عن بما به .. البيت
فكرر الباب مرتين، ولو قال: لا يسلنه عما به، كان أبين وأجود، ولكن الشاعر ربما زاد ونقص ليكمل الشعر. انتهى. وقال ابن جني في "سر الصناعة": زاد الباء، وفصل بها بين عن وما جرته، وهذا من غريب مواضعها. انتهى.
وأورده ابن عصفور في "الضرائر الشعرية" وصعد في الجبل بالتشديد: إذا علاه، وصعد في الوادي: إذا انحدر، وعلو الشيء، بضم العين وفتحها وكسرها مع سكون اللام في الثلاثة: فوقه، والهوى: ما بين السماء والأرض وهو ممدود، ولكن هنا مقصور للضرورة، والتصوب: النزول والانحدار. والبيت لم أقف على قائله.
تتمة: قال أبو عبيد القاسم بن سلام في "الغريب المصنف" روى أبو عبيدة: أصعد في الجبل وعلى الجبل، وأصعد في الأرض، ولم يعرفوا: صعد، ورد عليه أبو القاسم علي بن حمزة البصري اللغوي في كتاب "التنبيهات على أغلاط الرواة". قال: هذا شرط غير صحيح، ولو لم يعرفوا صعد لم يقل راجزهم [حميد الأرقط]:
بينا الفتى يخبط في غيساته
…
إذ صعد الدهر إلى عفراته
هذا على أنه روي في باب فعل وأفعل عن أبي عبيدة: صعدت، وأصعد. وقال ابن الأعرابي: سند وصعد في الجبل واحد. انتهى.
وقال ابن السكيت في "إصلاح المنطق": أصعد في الجبل إصعاداً، وصعد في الجبل وعلى الجبل، وقال أبوزيد: ولم يعرفوا صعد. انتهى. وقال علي بن حمزة في "أغلاطه" أيضاً. قد ذكرنا هذا في أغلاط "الغريب المصنف"، وأنشدنا:
إذا صعد الدهر إلى عفراته
ولو لم يعرفوا صعد لما سموا صاعداً، وكنوا أبا صاعد، وقال الله عز من قائل:(إلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ)[فاطر/ 10] وهم يقولون: صعد على الجبل وفي الجبل، وعلى النخلة وفي النخلة، وفي السلم وعلى السلم، وقال راجز ضرب نخلة بفأس:
تقاصري أجن جناك قاعدا
…
إني أرى حملك ينمي صاعدا
وأكثر استعمالهم صعد بالتثقيل، وأصعد فيما كانت فيه مشقة: كاستقبال جرية الماء وما أشبهه، ومع هذا فالذي روي لنا عنه في باب ما يهمز فيكون له معنى، فإذا لم يهمز كان له معنى آخر، ويقال: زنأ يزنأ زنأ: إذا صعد في الجبل، فإن كان لا يقال صعد، فقد غلط هو في إيراده ههنا، وإن كان يقال وهو يقال، فقد غلط فيه هناك، فأيهما شاء فليعترف، ومن أي شاء فليعتذر، فهو غالط لا محالة، ولا وجه لتشكيك الغلط أولاً، والثاني شاهد لنا عليه. انتهى.