الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شطن، وهو حبل البئر، يريد: أن الرماح في صدر هذا الفرس بمنزلة حبال البئر من الدلاء، لأن البئر إذا كانت كثيرة الحزقة، اضطربت الدلو فيها، فجعل لها حبلان لئلا تضطرب، فذانك الحبلان الشطنان، واللبان، بفتح اللام: الصدر والأدهم فرسه. انتهى. يقول: قد كانوا يدعونني في حال إصابة رماح الأعداء صدر فرسي ودخولها فيه، ثم شبهها في طولها بالحبال التي يستقى بها من الآبار، وترجمة عنترة، تقدمت في الإنشاد السابع والسبعين بعد المائتين.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد الستمائة:
(654)
قالت له وهو بعيش ضنك
…
لاتكثري لومي وخلي عنك
على أن الأصل فيه قالت له: أتذكر قولك لي، إذ ألومك في الإسراف والإنفاق: لا تكثري لومي. وهذا من "درة الغواص" للحريري وهذه عبارته فيها: من أبيات المعاني، قول الراجز: قالت له وهو .. إلى آخره، ومعناه: أن هذا الرجل المخاطب كان يبذر في ماله، فإذا عذلته زوجه على إسرافه قال لها: لا تكثري لومي، وخل عنك، فلما نفد ماله، وساءت حاله، قالت له: أما تذكر قولك عند نصيحتي لك: "لا تكثري لومين، وخلي عنك"، وقصدت أن تندمه على إضاعة ماله، وتبين له فيالة رأيه. انتهى كلمه. والضنك: الضيق في كل شيء وهو للمذكر والمؤنث، لأنه مصدر وصف به.