الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حتى رئي في وجوههم، قال: فوثب إليه عمر، فالتزمه، وقال: كنت أحب أن أسمع هذا منك. انتهى.
وروي من طريق أخرى بزيادة ونقص، ويروى البيت الشاهد:
يوم لا ذو قرابة
…
سواك بمغن عن سواد بن قارب
يعني: كن لي شفيعاً، يوم لا ذو شفاعة يدافع قليلاً من العذاب عني، وإنما عدل إلى الظاهر استعطافاً منه ليذكر اسمه ونسبه. والرئي، بفتح الراء وكسر الهمزة وتشديد الياء: الذي يأتي إليه من الجن، فيخبره بالأمور، والنجي، بفتح النون وكسر الجيم، مثله، وهو الذي يساره في أذنه، والهدوء: السكون، والذعلب بكسر الذات المعجمة وسكون العين المهملة: الناقة السريعة، والوجناء: الشديدة، والسباسب: جمع سبسب؛ المفازة.
وسواد بن قارب: قيل: من قبيلة دوس، وقيل: من قبيلة سدوس، والله أعلم.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد الستمائة:
(659)
ثمت راح في الملبين إلى
…
حيث تحجى المأزمان ومنى
على أن المهدوي قال: "حيث" هنا تجردت عن الظرفية إلى الاسمية، وصارت بمعنى مكان، فالجملة بعدها صفة لها، وعلى كلام المهدوي كان حقها أن تجر بالكسر وتنون، ولا وجه لبقاء بنائها على الضم. وقد يجاب بأنها أشبهت حيث الظرفية في الافتقار إلى جملة الصفة، كقول آخر:
إن حيث استقر من أنت راعيه حمى فيه عزة وأمان
ولم يتعرض في شرحه لهذه المقصورة ابن هشام الخضراوي إلى ذكر "حيث" هنا.
والبيت من مقصورة أبي بكر محمد بن دريد وقبله:
ألية باليعملات ترتمي
…
بها النجاء بين أجواز الفلا
خوص كأشباح الحنايا ضمر
…
يرعفن بالأمشاج من جذب البرا
ثم وصفها ببيتين آخرين وقال:
يحملن كل شاحب محقوقف
…
من طل وتد آب الغدو والسرى
ينوي التي فضلها رب العلى
…
لما دحا تربتها على البنى
حتى إذا قابلها استعبر لا
…
يملك دمع العين من حيث جرى
ثمت طاف وانثنى مستلماً
…
ثمت جاء المروتين فسعى
وأوجب الحج وثنى عمرة
…
من بعد ما عج ولبى ودعا
ثمت راح في المبين إلى
…
البيت
ثم بعد أبيات أخر ذكر جواب القسم، وهو:
أزال حشو نثرة موضونة
…
حتى أوارى بين أثناء الجثا
قوله: ألية .. إلى آخره. الألية: اليمين والحلف، واليعملة، بفتح الياء والميم: الناقة القوية على العمل، والنجاء: بفتح النون والجيم: السرعة، وأجواز: جمع جوز، بفتح الجيم وآخره زاي معجمة، وجوز الشيء: وسطه: والفلا: جمع فلاة، وهي القفر.
وقوله: خوص كأشباح .. إلى أخره، الخوص: جمع أخوص، وخوصاء، بالخاء المعجمة، والخوصاء: الغائرة العين من الهزال، والأشباح: الأشخاص، والحنايا: جمع حنية –فعيلة- وهي القوس، وضمر: جمع ضامر، وهو المهزول
اللاحق البطن، ويرعفن: من الرعاف وهو خروج الدم من الأنف، والأمشاج: ما يسيل من أنوفها من المخاط المتغير اللون بحمرة أوصفرة، والوحد مشيج، والبرى: جمع برة، بضم أوله: حلقة تكون في أنف البعير من صفر أو حديد.
وقوله: يحملن كل شاحب .. إلى آخره، الشاحب: المتغير اللون، والمحقوقف: المنحني، والتدآب: مواصلة العمل، والغدو: البكور، والسرى: سير الليل.
وقوله: ينوي التي، أي: يقصد مكة، ودحا: بسط، البنى، بضم الموحدة وكسرها جمع بنية كذلك، واستعبر: بكى، وانثنى: رجع، واستلام الحجر الأسود: لمسه باليد.
وقوله: وأوجب الحج .. إلى آخره، أوجب، ألزم نفسه، أي: ألزم نفسه مع الحج عمرة وقرنها به، وعج: رفع صوته بالتلبية.
وقوله: ثمت راح .. إلى آخره. ثمت: مخصوصة بعطف الجمل بخلاف ثم، فإنها تعطف المفرد والجملة، وراح: سار من بعد الزوال إلى الليل، والملبين: جمع ملبي: وهو الذي يقول: لبيك اللهم بيك، وتحجى بالمكان بحاء مهملة فجيم مشددة: إذا أقام به، والمأزمان: جبلان بين المزدلفة وعرفة، ومنى: موضع رمي الجمار.
وقوله: أزال حشو
…
إلى آخره؛ هذا جواب القسم، و"لا" من أوله محذوفة، كقوله تعالى:(تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ)[يوسف/ 85] أي: لا تفتؤ تذكر، والنثرة: الدرع السابغة، وأراد بحشوها: لابسها، كقول الآخر:
ولنعم حشو الدرع كنت وصابراً