الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويزيد بن المهلب بن أبي صفرة أحد شجعان العرب وكرمائهم، كان في دولة الأموريين والياً على خراسان، وافتتح جرجان ودهستان وطبرستان، وأجمع علماء التاريخ على أنه لم يكن في دولة بني أمية أكرم من بني المهلب، كما لم يكن في دولة بني العباس أكرم من البرامكة، ولد سنة ثلاث وخمسين من الهجرة، وتوفي مقتولاً في المعركة سنة اثنتين ومائة، وترجمة الفرزدق تقدمت في الإنشاد الثاني من أول الكتاب.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد الخمسمائة:
(551)
ومازلت أبغي المال مذ أنا يافع
وتمامه:
وليداً وكهلاً حين شبت وأمردا
لما تقدم قبله، وهو من قصيدة للأعشى ميمون البكري مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يوفق للإيمان به، وتقدم شرح بعضها في الإنشاد الخامس والخمسين بعد الثلاثمائة، وبعضها في الإنشاد الثامن عشر بعد الخمسمائة، وبعده:
بإتعابي العيس المراسيل تغتلي
…
مسافة ما بين النجير فصرخدا
والرواية في ديوانه:
وما زلت أبغي المال مذ كنت يافعاً
قال جامع ديوانه: ويروى: "مذ أنا يافعاً". واليافع: فوق المحتلم، يقال: غلام يافع ويفعة، وغلمة أيفاع ويفعة، وقد أيفع يوفع إيفاعاً، يقول: ما زلت مكتسباً في حالاتي هذه. انتهى. وأبغي: أطلب، والوليد: الصبي دون اليافع، والكهل: الذي وخطه الشيب، والأمرد، من ليس له شعر في وجهه من العارضين والشارب، قال العيني: وليداً نصب على أنه خبر كان المقدرة، أي: ومذ كنت وليداً. قوله: وكهلاً عطف على أمرد في التقدير، لأن الكهولة بعد الأمردية. وقوله: حين شبت: ظرف لقوله كهلاً. انتهى. وأما على رواية: "مذ كنت يافعاً" فوليد معطوف بواو محذوفة.
وقوله: بإتعابي متعلق بأبغي، وهو مصدر مضاف لفاعله، والعيس: مفعولة والمراسيل صفته، وجملة "تغتلي" حال من العيس، ومسافة: منصوب على الظرف لتغتلي، والنجير، بضم النون وفتح الجيم، قال جامع ديوانه: العيس البيض من الإبل الصرف الأطراف، وهي ضرب من النجائب، والاغتلاء: المسارعة، والمسافة: كل ما بين بلدين، فهي مسافة، والنجير باليمن: حصن لقيس بن معدي كرب، ومنه أخذ الأشعب بن قيس مرتداً، وصرخد: بلد بالشام. انتهى. وترجمة الأعشى تقدمت في الإنشاد التاسع عشر بعد المائة.