الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعقيل بن علفة الذي قيل فيه الشعر، بضم العين وتشديد اللام المفتوحة بعدها فاء، ومعناه: ثمر الطلح، يشبه الباقلاء العفن، والطلح: شجر عظيم، وله ابن سماه باسم أبيه، وله ولد آخر اسمه العملس، بفتح العين المهملة والميم، وتشديد اللازم المفتوحة، ومعناه: الذئب.
وعقيل: شاعر فصيح مجيد مقدم من شعراء الدولة الأموية من بني مرة بن سعد، وكان أهوج جافياً شديد الهوج والعجرفية، والكبر في نفسه، لا يرى له كفؤاً في بني مرة، وهو من بيت شريف من كلا طرفيه، وكانت قريش ترغب في مصاهرته، فتزوج خلفاؤها ببناته، وله حكايات غريبة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد التسعون بعد الخمسمائة:
(590)
وقد أسلماه مبعد وحميم
على أن الألف حرف وهو من شعر لعبد الله بن قيس الرقيات، رثى بها مصعب ابن الزبير بن العوام وأوله:
لقد أورث المصرين حزناً وذلة
…
قتيل بدير الجاثليق مقيم
تولي قتال المارقين بنفسه
…
وقد أسلماه مبعد وحميم
فما قاتلت في الله بكر بن وائل
…
ولا صبرت عند اللقاء تميم
ولكنه رام القيام ولم يكن
…
له مضري يوم ذاك كريم
والمصران: كوفة والبصرة، وقتيل: فاعل أورث، وأراد به مصعب بن الزبير، ودير الجاثليق: موضع على شاطئ نهر دجيل، من أرض مسكن، بكسر الكاف، من بلاد العراق، وكان مصعب قتل هنا في سنة إحدى وسبعين من الهجرة، وكان عبد الملك قد سار بجنوده من الشام، وسار مصعب بجنوده من الكوفة، فالتقيا بدير الجاثليق، وفاعل تولى: ضمير مصعب، أي: باشر قتالهم بنفسه، والمارقين: الخوارج، سمى عبد الملك وعسكره الخوارج، وأسلمه، أي: خذله، وتخلى عنه. والمبعد: بضم الميم وفتح العين: أراد به الأجنبي الذي ليست له قرابة، والحميم: القريب الذي يهمه أمره.
وقوله: "فما قاتلت في الله" إلى آخره، أي: لم تقاتل بكر بن وائل مصعباً جهاداً في سبيل الله، وإنما قاتلته للدنيا، وكانت تغلب بن وائل ممن أبلى في محاربة مصعب مع عبد الملك، وتغلب من ربيعة، واللقاء: الحرب، وكانت تميم مع مصعب، وكان مصعب جمع الشجاعة والجود والجمال، وبذلك له عبد الملك الأمان، وجعل له بعد ذلك حكمه، فقال به ابنه عيسى: اقبل ما بذله لك، فقال: لا والله لا تتحدث عني نساء قريش على مغازلها أني هبت الموت، ولكن اذهب أنت حيث شئت، فقال عيسى: لا والله لا يتحدث الناس عني أني أسلمت أبي ضناً عليه بنفسي، حتى قتل، وتمثل مصعب بقول القائل:
فإن الألى بالطف من آل هاشم
…
تأسوا فسنوا للكرام التآسيا
وقاتل حتى قتل.
وعبد الله بن قيس الرقيات: شاعر قرشي ينتهي نسبه إلى عامر بن لؤي بن غالب، قال أبو علي: قيس هو الملقب بالرقيات لا اختلاف في ذلك، قلب به لأن له جدات