المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الستمائة: - شرح أبيات مغني اللبيب - جـ ٦

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌(مع)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌(متى)

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌(منذ ومذ)

- ‌أنشد فيهما، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌(حرف النون)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌(التنوين)

- ‌أنشد فيه، هو الإنشاد السابع والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الخمسمائة:

- ‌نعم

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الخمسمائة:

- ‌(حرف الهاء)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد الخمسمائة:

- ‌(هل)

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد الخمسمائة:

- ‌(حرف الواو المفردة)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌(وا)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌(حرف الألف)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثامن والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع بعد الستمائة:

- ‌(حرف الياء المفردة)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثامن بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع بعد الستمائة:

- ‌الباب الثاني

- ‌أنشد في انقسام الجملة إلى اسمية وفعلية، وهو الإنشاد العاشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد الستمائة:

- ‌أنشد بعده، في الجملة المعترضة، وهو الإنشاد السادس عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد في الجملة التفسيرية:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الشاهد السابع والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، هو الإنشاد السادس والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، هو الإنشاد الرابع والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد الستمائة:

- ‌الباب الثالث

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السادس والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثمانون بعد الستمائة:

- ‌الباب الرابع

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد التسعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الستمائة:

الفصل: ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الستمائة:

كالأول، على أنه توكيد لفظي له، وتبعه في البناء، وروى صاحب "اللباب" نصب الأول، وأضافته إلى الثاني، قال شارحه الفالي: فيكون المضاف إليه على هذا جنساً كما قول: طلحة الخير، وحاتم الجود، والتنكير للتفخيم.

وملخص ما ذكرنا: أن نصر الأول روي فيه وجهان: ضمه ونصبه، والثاني: روي فيه أربعة أوجه: ضمه ورفعه ونصبه وجره، والثالث روي فيه وجه وحد: وهو النصب. واعلم أن الصاغاني قال في "العباب"، وتبعه صاحب "القاموس" إن اسم الحاجب إنما هو نضر، بالضاد المعجمة، وإن الثلاثة في البيت الأول بالإعجام، وإهمال الصاد تصحيف، وأما نصر في البيت الثاني، فهو بالإهمال لا غير. وقوله: بلغك الله، مقول القول، وبلغ بالتشديد: متعد إلى مفعولين ثانيهما محذوف، أي: مرادك، وبلغ: فعل أمر، ومفعوله الأول محذوف، أي: أرجوزتي ومديحي ونحوهما، ونصر الثاني: عطف بيان، ويثبني: مجزوم في جواب الأمر، يقال: أثابه الله، أي: جزاه وأعطاه، والوفر: المال الكثير. وهذا الرجز قيل لرؤبة، ولم أره في ديوانه، وقيل لغيره، والله أعلم، وقد تكلمنا على هذا في الشاهد السابع عشر بعد المائة، من شواهد الرضي، بأبسط مما هنا.

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الستمائة:

(627)

وإني وتهيامي بعزة بعدما

تخليت مما بيننا وتخلت

لكالمرتجى ظل الغمامة كلما

تبوأ منها للمقيل اضمحلت

على أن أبا علي قال: "وتهيامي بعزة بعد ما تخليت مما بيننا، وتخلت" معترضة بين اسم إن وخبرها، وهو قوله:"لكالمرتجي" قال أبو الفتح ابن جني في "باب الباء" من "سر الصناعة": وسألت أبا علي عن قول

ص: 205

كثير: وإني وتهيامي بعزة

البيت، فقلت له: ما موضع "تهيامي" من الإعراب؟ فأفتى بأنه مرفوع بالابتداء، وخبره بعزة، وجعل الجملة التي هي "تهيامي بعزة" اعتراضاً بين اسم "إن" وخبرها، لإن فيها ضرباً من التسديد للكلام، كما تقول: إنك، فاعلم، رجل سوء، وهذا الفصل، والاعتراض الجاري مجرى التوكيد، كثير في الكلام، وإذا جاز الاعتراض بين الفعل والفاعل في نحو ما أنشدناه أبو علي من قوله:

وقد أدركتني والحوادث جمة

أسنة قوم لا ضعاف ولا عزل

كان الاعتراض بين اسم "إن" وخبرها أسوغ، وقد يحتمل بيت كثير أيضاً تأويلاً آخر غير ما ذهب إليه أبو علي، وهو أن يكون "تهيامي" في موضع جر على أنه أقسم به، كقولك: إني وحبك، لضنين بك، وعرضت على أبي على هذا الجواب، فقبله وأجاز ما أجاز؛ فالباء على هذا في "بعزة" متعلقة بنفس المصدر الذي هو التهيام، وهي، فيما ذهب إليه أبو علي، متعلقة بمحذوف هو الخبر عن "تهيامي" في الحقيقة. انتهى كلامه.

وقال في "باب الاعتراض" من "الخصائص" أيضاً: وسألت أبا علي عن بيت كثير "وإني وتهيامي بعزة

البيت". فأجاز أن يكون قوله: "وتهيامي بعزة" جملة من مبتدأ وخبر اعترض بها بين اسم إن وخبرها الذي هو قوله: "لكالمرتجي ظل الغمامة .. البيت"، فقلت له: أيجوز أن يكون وتهيامي بعزة قسماً؟ فأجاز ذلك، ولم يدفعه. انتهى.

وعلى قول أبي علي يكون الاعتراض بجملة اسمية، وعلى قول ابن جني يكون الاعتراض بجملة فعلية قسمية، وإنما لم يذكر عطف "تهيامي" على اسم إن لكونه بديهياً واضحاً، فتكون الباء متعلقة به، كقول ابن جني، و"بعد" على التقادير الثلاثة، متعلقة به. وما: مصدرية، والتهيام: مبالغة، مصدر هام يهيم هيماً:

ص: 206

إذا خرج على وجهه، لا يدري أن يتوجه، وذلك من شدة اشتغال باله، والمراد هنا: من فرط العشق، وتخليت: اجتنبت ما كان بيننا من الوصل، يقول: إني مع وجدي المفرط بها الآن بعد ما تركتها، وتركتني، مثل الذي يرجو ظل العمامةوقاية لحر الشمس؛ فهو كلما جلس تحتها زالت عنه، فهو لا ينتفع بظلها أبداً؛ فكذلك وجدي بها الآن، لا ينفعني بعد انقطاع أسباب الوصلة بيننا، وقوله:"كلما تبوأ" منصوب على الظرفية الزمانية أو المكانية، أي كل زمان، أو كل مكان، وتبوأ: اتخذ مباءة، أي: ونزلاً، يقال: تبوأ بيتاً، أي: اتخذه سكناً. والمقيل: مصدر قال يقيل قيلاً ومقيلاً: إذا نام بعد الظهر، واضمحل الشيء اضمحلالاً: ذهب وفني، واضمحل السحاب: انقشع. كذا في "المصباح" والبيتان من قصيدة لكثير عزة، وهي جيدة، قال القالي في "أماليه": قرأت هذه القصيدة على أبي بكر بن دريد في شعر كثير، وهل من منتخبات شعره، وهي:

خليلي هذا ربع عزة فاعقلا

قلوصيكما ثم ابكيا حيث حلت

ومسا تراباً كان قد مس جلدها

وبيتا وظلا حيث باتت وظلت

ولا تيأسا أن يمحو الله عنكما

ذنوباً إذا صليتما حيث صلت

وما كنت أدري قبل عزة ما البكا

ولا موجعات القلب حتى تولت

وقد حلفت جهداً بما نحرت له

قريش غداة المأزمين وصلت

أناديك ما حج الحجيج وكبرت

بفيفا غزال رفقة وأهلت

وكانت لقطع العهد بيني وبينها

كناذرة نذراً فأوفت وحلت

ويروى: وفت فأخلت.

فقلت لها يا عز كل مصيبة

إذا وطنت يوماً لها النفس ذلت

ولم يلق إنسان من الحب ميعة

تغم ولا عمياء إلا تجلت

كأني أنادي صخرة حين أعرضت

من الصم لو تمشي بها العصم زلت

ص: 207

صفوحاً فما تلقاك إلا بخيلة

فمن مل منها ذلك الوصل ملت

أباحت حمى لم يرعه الناس قبلها

وحلت تلاعاً لم تكن قبل حلت

فليت قلوصي عند عزة قيدت

بقيد ضعيف فر منها فضلت

وغودر في الحي المقيمين رحلها

وكان لها باغ سواي فبلت

وكنت كذي رجلين رجل صحيحة

ورجل رمى فيها الزمان فشلت

وكنت كذات الظلع لما تحاملت

على ظلعها بعد العثار استقلت

أريد الثواء عندها وأظنها

إذا ما طلبنا عندها المكث ملت

فما أنصفت أما النساء فبغضت

إلينا وأما بالنوال فضنت

يكلفها الغيران شتمي وما بها

هواني ولكن للمليك استذلت

هنيئاً مريئاً غير داء مخامر

لعزة من أعراضنا ما استحلت

قال أبو علي: قيل لكثير: أنت أشعر أم جميل؟ فقال: بل أنا، فقيل: أتقول هذا وأنت راويته! ؟ قال: جميل الذي يقول:

رمى الله في عيني بثينة بالقذى

وفي الغر من أنيابها بالقوادح

وأنا أقول:

هنيئاً مريئاً غير داء مخامر .. البيت

ووالله ما قاربت إلا تباعدت

بصرم ولا أكثرت إلا أقلت

فإن تكن العتبى فأهلاً ومرحباً

وحقت بها العتبى لدينا وقلت

وإن تكن الأخرى فإن وراءنا

منادح لو سارت بها العيس كلت

خليلي إن الحاجبية طلحت

قلوصيكما وناقتي قد أكلت

فلا يبعدان وصل لعزة أصبحت

لعاقبة أسبابه قد تولت

أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة

لدينا ولا مقلية إن تقلت

ص: 208

ولكن أنيلي واذكري من مودة

لنا خلة كانت لديك فطلت

وإني وإن صدت لمثن وصادق

عليها بما كانت إلينا أزلت

فما أنا بالداعي لعزة بالجوى

ولا شامت إن نعل عزة زلت

فلا يحسب الواشون أن صبابتي

بعزة كانت غمرة فتجلت

فأصبحت قد أبللت من مدنف بها

كما أدنفت هيماء ثم استبلت

والله ثم الله ما حل قبلها

ولا بعدها منخلة حيث حلت

وما مر من يوم علي كيومها

وإن عظمت أيام أخرى وجلت

فأنحت بأعلى شاهق من فؤاده

فلا القلب يسلاها ولا العين ملت

فيا عجباً للقلب كيف اعترافه

وللنفس لما وطنت كيف ذلت

وإني وتهيامي بعزة بعدها

تخليت مما بيننا وتخلت

لكالمرتجي ظل الغمامة كلما

تبوأ منها للمقيل اضمحلت

كأني ،إياها سحابة ممحل

رجاها فلما جاوزته استهلت

قال أبو علي: المأزمان: عرفة والمزدلفة، وأناديك: أجالسك، مأخوذ من الندي والنادي جميعاً، وهو المجلس، وميعة كل شيء: أوله. والصفوح: المعرضة، وبلت: ذهبت. قال أبو علي: ما أعرف بلت ذهبت إلا في تفسير هذا البيت، والعتبى: الإعتاب. يقال عاتبني فلان فأعتبته، إذا نزعت عما عاتبك عليه، والعتبى: الاسم، والإعتاب: المصدر، وقوله: وطلحت، الطليح: المعيى الذي قد سقط من الإعياء، وطلت: هدرت، وأذلت: اصطنعت، ويقال: بل من مرضه وأبل واستبل: إذا برأ، واعترافه: اصطباره، يقال: نزلت به مصيبة فوجد عروفاً، أي صبوراً، والعارف: الصابر، هذا ما أورده أبو علي القالي، وقوله:

ص: 209