المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الستمائة: - شرح أبيات مغني اللبيب - جـ ٦

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌(مع)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌(متى)

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌(منذ ومذ)

- ‌أنشد فيهما، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌(حرف النون)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌(التنوين)

- ‌أنشد فيه، هو الإنشاد السابع والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الخمسمائة:

- ‌نعم

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الخمسمائة:

- ‌(حرف الهاء)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد الخمسمائة:

- ‌(هل)

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد الخمسمائة:

- ‌(حرف الواو المفردة)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثمانون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌(وا)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌(حرف الألف)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثامن والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد الخمسمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع بعد الستمائة:

- ‌(حرف الياء المفردة)

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الثامن بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع بعد الستمائة:

- ‌الباب الثاني

- ‌أنشد في انقسام الجملة إلى اسمية وفعلية، وهو الإنشاد العاشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد الستمائة:

- ‌أنشد بعده، في الجملة المعترضة، وهو الإنشاد السادس عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع عشر بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد في الجملة التفسيرية:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الشاهد السابع والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، هو الإنشاد السادس والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، هو الإنشاد الرابع والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد الستمائة:

- ‌الباب الثالث

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السادس والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثمانون بعد الستمائة:

- ‌الباب الرابع

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد التسعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الستمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الستمائة:

الفصل: ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الستمائة:

لا: بمعنى ليس، وغائب: اسمها، ومالي: خبرها، ولا حرم: عطف على اسم ليس. انتهى. وقوله: لا حرم، فيه وجهان، أحدهما: أنه معطوف على غائب بتقدير ذو، وبتأويله باسم المفعول، والتقدير: لا مالي غائب، ولا ذو حرمان، أو: ولا محروم من طالبه، أي: بممنوع، وهذا من قبيل عطف مفرد على مفرد، ولا يجوز أنيبقى حرم على مصدريته مراداً به المبالغة، لأن مقام المدح يأباه، إذ لا يلزم من نفي الحرمان البليغ نفي مطلق الحرمان، وثانيهما: أنه مبتدأ محذوف الخبر، والتقدير: ولا عندي حرمان، وهذا من قبيل عطف الجمل. وترجمة زهير تقدمت في الإنشاد الخمسين.

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الستمائة:

(669)

فأبلوني بليتكم لعلي

أصالحكم وأستدرج نويا

أول من استشهد به من النحويين الفراء: أورده في عدة مواضع في تفسيره، فأول موضع أورده فيه عند قوله تعالى:(أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا)[الآية/ 148] من سورة البقرة قال: إذا رأيت حروف الاستفهام قد وصلت بـ "ما" مثل: أينما، ومتى ما، وأيما، وحيثما، وكيفما، كانت جزاء ولم تكن استفهاماً، فإذا لم توصل بـ "ما" كان الأغلب عليها الاستفهام، وجاء فيها الجزاء، فإذا كانت جزاء، جزمت الفعلي. فإن أدخلت الفاء في الجواب، رفعت الجواب، كقوله تعالى:(ومَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ)[البقرة/ 129] فإذا كانت استفهاماً رفعت الفعل الذي يلي أين وكيف، ثم تجزم الفعل الثاني: ليكون جواباً للاستفهام بمنى الجزاء، كقوله تعالى: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ

ص: 292

أَلِيمٍ) [الصف/ 10] ثم أجاب الاستفهام بالجزم، فقال تعالى:(يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)[الصف/ 12] فإذا أدخلت في جواب الاستفهام فاء، نصبت، كما قال تعالى:(لَوْلا أَخَّرْتَنِي إلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ)[سورة المنافقين/ 10] فنصب.

فإذا جئت إلى العطوف التي تكون في الجزاء وقد أجبته بالفاء؛ كان لك في العطف ثلاثة أوجه: إن شئت، رفعت العطف: كقولك: إن تأتني فإني أهل ذاك، وتؤجر وتحمد، وهو وجه الكلام، وإن شئت جزمت، وتجعله كالمردود على موقع الفاء، والرفع على ما بعد الفاء، وقد قرأت القراء:(من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم)[الأعراف/ 186] ويذرهم: رفع وجزم. وكذلك: (إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وإن تُخْفُوهَا وتُؤْتُوهَا الفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ويُكَفِّرُ)[البقرة/ 271] جزم ورفع، ولو نصبت على ما تنصب عليه عطوف الجزاء إذا استغنى لأصبت، وإن جزمت عطفاً بعدما نصبت، ترده على الأول، كان صواباً، وهو كثير في الشعر والكلام، وأكثر ما يكون النصب في العطوف إذا لم تكن في جواب الجزاء الفاء، فإذا كانت الفاء فهو الرفع والجزم.

وإذا أجبت الاستفهام بالفاء، فنصبت فانصب العطوف، وإن جزمتها فصواب، من ذلك قوله تعالى في المنافقين:(لَوْلا أَخَّرْتَنِي إلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وأَكُن)[الآية/ 10] رددت وأكن على موضع الفاء، لأنها في محل جزم، إذ كان الفعل إذا وقع مقعها بغير الفاء جزم، والنصب على أن ترده على ما بعدها، فتقول:"وأكون" وهي في قراءة عبد الله بن مسعود: "وأكون" بالواو وقد قرأ بها بعض القراء، وأرى ذلك صواباً، لأن الواو ربما حذفت من الكتاب، وهي تراد لكثرة ما تنقص وتزاد في الكلام، ألا ترى أنهم يكتبون الرحمن

ص: 293

وسليمن بطرح الألف، والقراءة بإثباتها، وقد أسقطت الواو من:(سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ)[العلق/ 18]، ومن قوله:(ويَدْعُ الإنسَانُ بِالشَّرِّ) الآية [الإسراء/ 11] والقراءة على نية إثبات الواو، فهذا شاهد على جواز:(وأكون من الصالحين).

وقال بعض الشعراء:

فأبلوني بليتكم لعلي

أصالحكم وأستدرج نويا

فجزم "وأستدرج" فإن شئت رددته إلى موضع الفاء المضمرة في لعلي، إن شئت جعلته في موضع رفع، فسكنت الجيم لكثرة توالي الحركات، وقد قرأ بعض القراء:(لا يحزنهم الفزع الأكبر) بالجزم، وهو ينوون الرفع، وقرؤوا:(أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) والرفع أحب إلي من الجزم. وهذا آخر كلامه.

وقال أيضاً في سورة المنافقين، يقال: كيف جزم "وأكن" وهي مردودة على فعل منصوب، فالجواب في ذلك أن الفاء لو لم تكن في "فأصدق" كانت مجزومة، فلما رددت وأكن، ردت على تأويل الفعل لو لم تكن فيه الفاء، ومن أثبت الواو، رده على الفعل الظاهر فنصبه، وهي في قراءة عبد الله:(وأكون من الصالحين) وقد يجوز نصبها في قراءتنا، وإن لم تكن فيها الواو؛ لأن العرب تسقط الواو في بعض الهجاء، كما أسقطوا الألف من سليمان وأشباهه، ورأيت في بعض مصاحف عبد الله:(فقولا) فقلا بغير واو. انتهى كلامه.

وآخر موضع أورده عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ويُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ)[الآية/ 8] من سورة التحريم قال: ولو قرأ قارئ: (ويدخلكم) جزماً، لكان وجهاً، لأن الجواب في "عسى" فيضمر في "عسى" الفاء، وينوي

ص: 294

بالدخول أن يكون معطوفاً على موضع الفاء، ولم يقرأ به أحد. ومثله:(فَأَصَّدَّقَ وأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ)[المنافقون/ 10] ومثله قول الشاعر:

فأبلوني بليتكم لعلي .. البيت

فجزم، لأنه نوى الرد على "لعلي" انتهى كلامه.

وأنشده أيضاً أبو علي الفارسي في مواضع من "الحجة" فأول موضع أنشده فيه عند قوله تعالى: (ويُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ)[البقرة/ 271] قال: من قرأ: "ونكفر عنكم" فرفع كان رفعه من وجهين، أحدهما: أن يجعله خبر مبتدأ محذوف، تقديره: ونحن نكفر، والأخر: أن يستأف الكلام ويقطعه مما قبله، فلا يجعل الحرف العاطف للإشراك، ولكن لعطف جملة على جملة. وأما من جزم، فإنه حمل الكلام على موضع قوله:(فهو خير لكم) لأن قوله: (فهو خير لكم) في موضع جزم، ألا ترى أنه لو قال: وإن تخفوها يكن أعظم لأجركم؛ لجزم، فقد علمت أن قوله:"خير لكم" في موضع جزم، فحمل قوله "ونكفر"على الموضع، ومثل هذا في الحمل على الموضع أن سيبويه زعم أن بعض القراء قرأ:(مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ ويَذَرُهُمْ)[الأعراف/ 186] لأن قوله: "فلا هادي له" في أنه في موضع جزم، مقل قوله:"فهو خير لكم" ومثله في الحمل على الموضع قوله تعالى: (لَوْلا أَخَّرْتَنِي إلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وأَكُن) حمل قوله: "وأكن" على موضع قوله: "فأصدق" لأن هذا موضع فعل مجزوم، ولو قال: إلى أجل قريب أصدق، لجزم، فإذا ثبت أن قوله:"فأصدق"

ص: 295

في موضع فعل مجزوم، حمل قوله: "وأكن عليه، ومثل ذلك قول الشاعر:

أني سلكت فإنني لك كاشح

وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد

فحمل قوله: وأزدد، على موضع قوله: فإنني لك كاشح، ومثله قول الآخر: وأظنه أبا دواد:

فأبلوني بليتكم لعلي

أصالحكم وأستدرج نويا

انتهى كلامه.

وأورد في سورة المنافقية أيضاً قال: قرأ أبو عمرو: "وأكون" وحده بواو، وقرأ الباقون و"أكن" بغير واو. من قال:"فأصدق وأكن" عطف على موضع قوله: "فأصدق" لأن "فأصدق" في موضع فعل مجزوم، ألا ترى أنك إذا قلت: أخرني أصدق، كان جزماً بأنه جواب الجزاء، وقد أغنى السؤال عن ذكر الشرط، والتقدير: أخرني، فإن تؤخرني أصدق، فلما كان الفعل المنتصب بعد الفاء في موضع فعل مجزوم بأنه جزاء الشرط، حمل قوله "وأكن" عليه مثل ذلك قراءة من قرأ:(مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ ويَذَرُهُمْ)[الأعراف/ 186] لما كان "لا هادي" في موضع فعل مجزوم حمل "يذرهم" عليه، ومثل ذلك قول الشاعر:

فأبلوني بليتكم لعلي

أصالحكم وأستدرج نويا

حمل "وأستدرج" على موضع الفاء المحذوفة وما بعدها من لعلي، وكذلك قوله:

أياً سلكت فإنني لك كاشح

وعلى انتقاصك في الحياة وأزدد

حمل "وأزدد" على موضع الفاء وما بعدها، فأما قول أبي عمرو "وأكون"

ص: 296

فإنه حمله على اللفظ دون الموضع، وكان الحمل على اللفظ أولى، لظهوره في اللفظ وقربه، ولأن ما لا يظهر إلى اللفظ لانتفاء ظهوره، قد يكون في بعض المواضع بمنزلة ما لا حكم له، وزعموا أن في حرف أبي "فأصدق وأكون". انتهى كلامه.

وأورده ابن جني أيضاً في باب الساكن والمتحرك من "الخصائص" قال: وأما قول أبي دواد:

فأبلوني بليتكم لعلي .. البيت.

فقد يمكن أن يكون أسكن المضموم تخفيفاً واضطراراً، ويمكن أيضاً أن يكون معطوفاً على موضع لعلي، لأنه مجزوم جواب الأمر، كقولك: زرني فلن أضيعك حقك وأعطك ألفاً، أي: زرني أعرف حقك وأعطك ألفاً. انتهى.

والبيت ثاني بيتين لأبي دواد الإيادي، وقبله:

ألم تر أنني جاورت كعباً

وكان جوار بعض الناس غيا

قال شارح ديوانه: زعموا أن أبا دواد جاور هلال بن كعب بن مالك بن حنظلة ابنمالك بن زيد مناة بن تميم، وكان –زعموا- قد أسن، وأتى عليه دهر طويل، فبينما الغلمان يلعبون في مستنقع ماء، ويتغاطسون إذ غطسوا ابن أبي دواد، فمات في ذلك الغطاس، فقال أبو دواد هذين البيتين. ونوى: أراد نواي من النية. والنية: الوجه الذي تريده، وأستردج: من قولك: رجع أدراجه، أي: من حيث جاء، وإنما كان أستردج بالرفع، فسكن لكثرة الحركات، فلما سمع هذا الشعر هلال أمر بنيه، فأخرجوه إلى نادي قومه، فقال: ألا تروني: لا والذي يحلف به لا يبقى غلام شهد ابن أبي دواد إلا قتلته بابن أبي دواد حى يرضى،

ص: 297

فمضوا إلى أبي دواد، وأعطوه حتى رضي، وزعموا أن هلالاً قال لأبي دواد: احتكم عليهم حكم الصبي على أهله. انتهى.

وكعب هذا هو أحد الأجواد المشهورين. قال ابن السيد، فيما كتبه على "كامل المبرد": كعب ابن مامة الإيادي هو جار أبي دواد الذي ضرب به المثل، فقال فيه الشاعر:

أطوف ما أطوف ثم آوي

إلى جار كجار أبي دواد

وقيل: بل هو الحارث بن همام، وكان أسر أبا دواد وناساً من قومه، فأطلقهم، وأكرم أبا دواد، وأجاره فمدحه أبو دواد، فأعطاه، ومات له ابن، فوداه، وحلف أن لا يذهب له شيء إلا أخلفه له، ويقال: إن ولداً لأبي دواد لعب مع صبيان في غدير، فغمسوه، فمات، فقال الحارث: لا يببقى صبي في الحي إلا غرق، فودي ابنه بديات كثيرة. انتهى كلامه.

والجار معناه: المجير والمستجير أيضاً. وجوار بضم الجيم، قال صاحب "المصباح": وجاوره مجاورة وجواراً من باب قاتل، والاسم الجوار بالضم: إذا لاصقه في السكن، وقوله: فأبلوني بليتكم .. إلى آخره، قال الأزهري في "التهذيب": يقال: أبلاه الله يبليه [إبلاء حسناً]: إذا صنع به صنيعاً جميعاً، والبلاء: الاسم، والبلية: الناقة التي تعقل عند قبر صاحبها، فلا تعلف حتى تموت، وجمعها: البلايا. وكان أهل الجاهلية فعالين لذلك، ويقال: قامت مبليات فلان ينحن عليه،

ص: 298

وهن النساء اللواتي يقمن حول راحلته، فينحن إذا مات أو قتل. انتهى كلامه. وفي "القاموس": البلية: الناقة يموت ربها، فتشد عند قبره حتى تموت، كانوا يقولون: حتى يحشر عليها صاحبها. انتهى.

وروى أبو علي القالي في شرح هذا الديوان: فأبلوني بلاءكم. وقوله: نويا الألف للإطلاق، وأصله نواي، فقلبت الألف ياء، وأدغمت في ياء المتكلم، وهي لغة هذيل، وقرئ بها في الشواذ في "هداي" من سورة البقرة [الآية/ 30]، قال ابن جني في "المحتسب": ومن ذلك قراءة النبي، صلى الله عليه وسلم، وأبي الطفيل وغيره "هدي"، وهذه لغة فاشية في هذيل وغيرهم أن يقلبوا الألف في آخر المقصور إذا أضيفت إلى ياء المتكلم ياء، قال لي أبو علي: وجه قلب هذه الألف لوقوع ياء ضمير المتكلم بعدها أنه موضع ينكسر فيه الصحيح نحو: هذا غلامي، ورأيت صاحبي، فلما لم يتمكنوا من كسر الألف، قلبوها ياء، فقالوا: هذه عصي وهذه قفي، أي: عصاي وقفاي، وشبهوا ذلك بقولك: مررت بالزيديون لما لم يتمكنوا من كسر الألف للجر، قلبوها ياء، ولا يجوز على هذا أن تقلب ألف التثنية لهذه الياء، فتقول: هذان غلامي، لما فيه من زوال علم الرفع، ولو كانت ألف عصاي ونحوها علماً للرفع؛ لم يجز فيها عصي. انتهى.

وقال أيضاً في سورة يوسف: قرأ أبو الطفيل وغيره: "يا بشري" هذه لغة فاشية، قال لي أبو علي: إن قلب هذه الألف لوقوع الياء بعدها ياء، كأنه عوض مما كان يجب فيها من كسرها لياء الإضافة بعدها، ككسرة ميم غلامي، وباء صاحبي، ومن قلب هذه الألف لوقوع هذه الياء بعدها ياء لم يفعل ذلك في ألف التثنية، نحو:

ص: 299