الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده:
لم يوفون بالجار ..
هو من بيت وهو:
لولا فوارس من نعم وأسرته
…
يوم الصليفاء لم يوفون بالجار
وتقدم شرحه في الإنشاد السادس والأربعين بعد الأربعمائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والخمسون بعد الخمسمائة:
(556)
ومن عضة ما ينبتن شكيرها
على أنه يجوز توكيد المضارع الواقع بعد "ما" الزائدة، قال سيبويه: ومن مواضعها أفعال غير الواجب، أي: في قولك: بجهد ما تبلغن وأشباهه، وإنما كان ذلك لمكان ما، وتصديق ذلك قولهم في مثل:
ومن عضة ما ينبتن شكيرها
وفي مثل آخر: "بألم ما تختننه"، وقالوا:"بعين ما أرينك". فما ههنا بمنزلتها في الجزاء. انتهى. وقال الصاغاني: الشكير: ما ينبت حول الشجرة من أصلها، قال:
إذا مات منهم ميت سرق ابنه
…
ومن عضة ما ينبتن شكيرها
يريد: أن الابن يشبه أباه، فمن رأى هذا ظنه هذا، فكأن الابن مسروق، وفي فعله تقول: شكرت الشجرة تشكر شكراً، من باب فرح، أي: خرج منها
الشكير، ومن متعلقة بالفعل بعدها، والمعنى: إنما ينبت الشكير من العضة، فهذا الفرع من ذلك الأصل، فالمعنى على الإثبات.
والعجب من الدماميني في قوله: ولا أدري الوجه الذي عين كون ما زائدة، إذ يحتمل أن تكون نافية، وأجيب بأنه: مثل لم يستعمل إلا في مقام الإثبات، والأمثال لا تغير.
واختلف في ضبط "سرق" فالجمهور على أنه بالبناء للمفعول، بتقدير سرق منه، وضبطه التبريزي بالبناء للفاعل، على تقدير سرق ابنه صورته وشمائله. وروي:"شرف ابنه" يعني: إذا مات سيد منهم ساد ابنه بعده، والعضة: واحدة العضاه بالهاء، وهو كل شجر يعظم، وله شوك. قال الجوهري: وواحدة العضاه، عضاهة، وعضهة، بكسر فسكون، وعضة، بحذف الهاء الأصلية، كما حذف من الشفة. انتهى. فالعضة في المثل بالتاء لا بالهاء.
وروى الأسود أبو محمد الأعرابي هذا البيت في كتاب "السلة والسرقة" على ما تقدم، وقال مثل آخر:
ومن عضة ما ينبتن شكيرها
…
قديماً ويقتط الزناد من الزند
ولم يورد الشراح لشواهد سيبويه هذا المصراع في الشواهد.