الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ونسب أبو تمام هذه الأبيات في "الحماسة" إلى منظور بن سحيم الفقعسي، وكذا شراحها قالوا، وقال السيوطي: هو شاعر إسلامي، وسحيم، بمهملتين، مصغر سحم، وفقعس: ينتهي نسبه إلى أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر. فنسبة المصنف البيت إلى الطائي غير جيدة، والله أعلم.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد الستمائة:
(648)
نحن اللذون صبحوا الصباحا
على أنه جاء إعراب الذين على حد إعراب الجمع المذكر السالم، فرفع بالواو. قال أبو زيد في "نوادره": قال أبو حرب الأعلم، من بني عقيل، وهو جاهلي:
نحن الذين صبحوا صباحا
…
يوم النخيل غارة ملحاحاً
نحن قتلنا الملك الجحجاحا
…
ولم ندع لسارح مراحا
ولا دياراً أو دما مفاحا
…
نحن بنو خويلد صراحا
لا كذب اليوم ولا مزاحا
قوله: أو دماً مفاحاً "أو" في معنى واو العطف، والمفاح: المهراق، يقال: فاح دمه وأفاح، جميعاً، يفيح فيحاً ويفيح إفاحة، لم يعرف الرياشي ولا أبو حاتم: أفاح.
لا كذب اليوم ولا مراحا
أي، بضم الميم، أبو حاتم: مراحا، أي: بكسرها، قال أبو زيد: أفحت دمه، ففاح يفيح فيحاناً، والجحجاح: السيد، والمراح، أي: بكسر الميم: النشاط. انتهى ما في النوادر.
وقال المصنف في "شرح أبيات ابن الناظم": صبحوا بالتشديد: أتوا في الصباح، وصباح: مصدر محذوف الزوائد، مثل: كلمته كلاماً، لا ظرف، كما في: جئتك صباحاً، لأن الظرف لا يكون مؤكداً، وروي:"الصباح" أي: الصباح الذي عرف واشتهر، فيكون مصدراً نوعياً، ولا يمتنع ظرفيته مع ما قدمناه، ويوم النخيل: يكون بدلاً، لا ظرفاً ثانياً، ولا يمنع ذلك أنه لا يبدل الكل من البعض، لأن اليوم قد يأتي اسماً للقطعة من النهار لا لجميع النهار. والنخيل، بضم النون وفتح المعجمة، وكثير يقولونه بفتحة فكسرة، وهو تحريف؛ وهو اسم موضع. انتهى. وقال السيوطي: وغارة مفعول له، أو حال، أي: مغيرين، والملحاح: الكثير الإلحاح، والصفة التي على مفعال لا تؤنث، والجحجاح: السيد، والسارح: المال السائم، والمراح، بضم الميم: صفة الإبل، والصراح، بالكسر: جمع صريح، وهو الخالص النسب. انتهى. ولقد رأيته في نسخة صحيحة مضبوطة بالاتفاق من "نوادر أبي زيد": الصراح، بضم الصاد، على أنه وصف