الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الستمائة:
(614)
زعم العواذل أنني في غمرة
…
صدقوا ولكن غمرتي لا تنجلي
على أن قوله صدقوا إلخ استئناف بياني، كأنه قيل: هل صدقوا؟ فقال: صدقوا، والغمرة بالفتح: الشدة، والبيت من شواهد علماء البيان أورده شاهداً لما ذكر في باب الفصل والوصل.
قال ابن السبكي في "عروس الأفراح": هذا البيت أحد ما يدل على أن زعم يستعمل في القول الصحيح وللناس فيه قولان قيل: كل قوم قام الدليل على بطلانه، وقيل لم يقم على صحته، ولم يستعمل الزعم في القرآن العظيم إلا للباطل، واستعمل في غيره للصحيح كقول هرقل لأبي سفيان:"زعمت .. " وهو كثير في الحديث، لكن إذا تأملته تجده حيث يكون المتكلم شاكاً فهو كقول لم يقم الدليل على صحته وإن كان صحيحاً في نفس الأمر، وقد يستشكل قول الشاعر "صدقوا" وهو ضمير المذكر، والعواذل جمع عاذلة، وعاذلة مؤنث، قيل: ولا يصح أن يكون جمع عاذل، لأن فاعلاً لا يجمع على فواعل إلا ما هو معهود ولا يصح إطلاق أن فاعلاً لا يجمع على فواعل إنما يمتنع ذلك ويتوقف على السماع في صفة العاقل كما نحن فيه، أما فاعل الجامد، أو صفة غير العاقل، أوصفة المؤنث كطوالق، فيجوز جمعه على فواعل ذكره سيبويه وغيره، ومن هذا نواقض الوضوء جمع ناقض، وغلط النسفي حيث قال: جمع ناقضة، لتوهمه أن نواقض