الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(حرف الواو المفردة)
أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والسبعون بعد الخمسمائة:
(571)
فاذهب فأي فتى في الناس أحرزه
…
من حتفه ظلم دعج ولا جبل
على أن "أياً" للاستفهام الإنكاري بمعنى النفي، والمعنى: لا أحرز الفتى من موته ظلم ولا جبل، قال الفراء عند تفسير قوله تعالى:(ومَا لَنَا أَلَاّ نُقَاتِلَ) من سورة البقرة [الآية/ 246] قرأ عبد الله (كيف يكون للمشركين عهد عند الله ولا ذمة)[التوبة/ 7]: لما كان معنى قوله: كيف يكون: ليس للمشركين، رد عليه بلا، وكذلك قول الشاعر:
فاذهب فأي فتى في الناس .. .. البيت
كأن معناه: ليس يحرز الفتى من يومه ظلم دعج ولا جبل، وقال الكسائي: سمعت العرب تقول: أين كنت لتنجو مني، فأدخل اللام في أين لأن معناها جحد: ما كنت لتنجو مني، وقال الشاعر:
فهذي سيوف يا صدي بن مالك
…
كثير ولكن أين بالسيف ضارب
أراد: ليس بالسيف ضارب، ولو لم يرد "ليس" لم تجز الكلمة، لأن الباء من صلة ضارب، ولا تقدم صلة اسم قبله، ألا ترى أنك لا تقول: ضربت بالجارية كفيلاً حتى تقول: ضربت كفيلاً بالجارية، وجاز أن تقول: ليس بالجارية كفيل، لأن ليس نظيرة لـ "ما"، لأنها لا ينبغي لها أن ترفع الاسم كما أن "ما" لا ترفعه. انتهى.
قال ابن جني في سورة الأحزاب من "المحتسب" في قول الفرزدق:
وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي
أي: ما يدافع عن أحسابهم إلا أنا، ولذلك عندنا فصل الضمير فقال: أنا، وأنت لا تقول: يقوم أنا، ولا يقعد نحن، ولولا ما ذكرنا من إرادة النفي لقبح الفصل، وأنشدنا أبو علي:
فاذهب فأي فتى في الناس أحرزه
…
من يومه ظلل دعج ولا جبل
أي: ما أحد أحرزه من الموت. انتهى. والبيت من قصيدة للمتنخل الهذلي رثى بها ابنه أثيلة، بضم الهمزة وفتح المثلثة، وهذا مطلعها:
ما بال عينك أمست دمعها خضل
…
كما وهى سرب الأخراب منبزل
لا تفتأ الليل من دمع بأربعة
…
كأن إنسانها بالصاب مكتحل
هذا خطاب مع نفسه، وخضل: ندي، ووهى السقاء: إذا تخرق وانشق، والأخراب جمع خربة، بضم الخاء المعجمة، وهي عروة المزادة، وكل ثقب مستدير، وسرب، بفتح فكسر: السائل، يقال: سربت المزادة من باب فرح: إذا سالت، ومنبزل: منشق، ولا تفتأ: لا تزال، يقال: جاءنا وعيناه بأربعة، أي: بأربعة مدامع، أو مسايل، أي: تسيل من نواحيها من المؤقين واللحاظين، والصاب: شجر له لبن مر إذا أصاب لبنه العين، حرقها وأدمعها، إلى أن قال يخاطب ولده:
فاذهب فأي فتى في الناس أحرزه
أي جعله في حرز منيع يمنع من الوصول إليه، ومن حتفه: متعلق به، والحتف: