الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألا تتقين الله في قتل عاشق
…
له كبد حرى عليك تقطع
غريب مشوق مولع باد كاركم
…
وكل غريب الدار بالشوق مولع
فأصبحت مما أحدث الدهر موجعاً
…
وكنت لريب الدهر لا أتخشع
فيا رب حببني إليها وأعطني المودة
…
منها أنت تعطي وتمنع
وترجمة جميل تقدمت في الإنشاد الثالث والثلاثين، وقال أبو حيان في "تذكرته": البيت لكثير عزة، قال: وبعده:
إذا قلت هذا حين أسلو ذكرتها
…
فظلت لها نفسي تتوق وتنزع
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الستمائة:
(686)
ظلت بها تنطوي على كبد
…
نضيجة فوق خلبها يدها
هو من قصيدة [للمتنبي] وقبله، وهو مطلعها:
أهلاً بدار سباك أغيدها
…
أبعد ما بان عنك خردها
قال الواحدي: الأغيد: الناعم البدن، وأراد هنا: جارية، وذكر اللفظ، لأنه عني الشخص، والخرد؛ جمع الخريدة: وهي البكر التي لم تمس، وقوله: أبعد ما بان، أي: أبعد شيء فارقك جواري هذه الدار، ورواه قوم بالنصب على أنه حال من أغيد، والعامل في الحال "سباك" يقول: أبعد ما بان منك. وهذا من العجب أن إنساناً يسبني وهو بعيد، والمعنى أنه أسرك بحبه، وهو على البعد منك،
وانتصب "أهلاً بمضمر تقديره: جعل الله أهلاً بتلك الدار، فتكون مأهولة، وإنما تكون مأهولة إذا سقيت الغيث، وأنبتت الكلأ، فيعود إليها أهلها، وهو في الحقيقة دعاء لها بالسقي، وقوله: ظلت بها .. إلى آخره، يريد: ظللت، فحذف إحدى اللامين تخفيفاً، يقول: ظللت بتلك الدار تنثني على كبدك واضعاً يدك فوق خلبها، والمحزون يفعل ذلك كثيراً لما يجده في كبده من حرارة الوجد يخاف على كبده أن تنشق كما قال:
عشية أثني البرد ثم ألوثه
…
على كبدي من خشية أن تقطعا
وقال الصمة القشيري:
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني
…
على كبدي من خشية أن تصدعا
وقد ذكره أبو الطيب، فقال:
فيه أيديكما على الظفر الحلو وأيدي قوم على الأكباد
والانطواء كالانثناء، والنضج لليد، ولكن جرى نعتاً للكبد لإضافة اليد إليها. كقوله تعالى:(ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها)[النساء/75] الظلم للأهل، وجرى صفة للقرية، وجعل اليد نضيجة لأنه أدام وضعها على الكبد، فأنضجها بما فيها من الحرارة، ولهذا جاز تسميته باسم ما يصحبه كانت الإضافة أهون؛ فلطول وضع يده على الكبد أضافها إليها، لأنها كأنها الكبد لما لم تر إلا عليها، والخلب، بالكسر: غشاء للكبد رقيق لازق بها، وارتفع يدها بنضيجة،