الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده:
ولقد أمر على اللئيم يسبني
تمامه:
فمضيت ثمت قلت لا يعنيني
وتقدم الكلام عليه في الإنشاد الأربعين بعد المائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد الستمائة:
(673)
ولولا بنوها حولها لخبطتها
تمامه:
كخبطة عصفور ولم أتلعثم
هذا البيت لكعب بن مالك الأنصاري، رضي الله تعالى عنه، نسبه إليه الجاحظ في كتاب "المحاسن والمساوئ" في ضمن حكاية قال: كان الهادي يشاور من أصحابه عبدا لعزيز بن موسى وعيسى بن دأب والعزيزي وعبدا لله [بن كعب] بن مالك، فخرج ذات يوم إليهم وهو مغضب، كأنه جمل هائج، منتفخا لوداج، منتقع اللون، فأقبل حتى جلس في مجلسه، وكان العزيزي أجرأهم عليه، فقال: يا أمير المؤمنين إنا نرى بوجهك ماكدر علينا عيشنا، وبغض الدنيا لدينا؛ فإن رأى أمير المؤمنين أن يخبرنا بالسبب، فإن كان عندنا حيلة، أعلمناه بها، وإن تكن مشورة أشرنا بها، وإن أمكن احتمال الغم عنه، وقيناه بأنفسنا، وحملنا الغم عنه. قال: فأطرق طويلاً والعزيزي قائم، فقال له: اجلس يا عزيزي فإني لم أر
كصاحب الدنيا أكثر آفات، وأعظم نائبة، ولا أبغض عيشاً. قال العزيزي: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: لبابة بنت جعفر بن أبي جعفر، قد عرفتم موقعها مني، وأثرها عندي، كلمتني بإدلال فأغلظت، فلم لكن لها عندي احتمال ولا عندها إبصار حتى وثبت عليها، وضربتها ضرباً موجعاً، قال: وسكت، فقال ابن دأب: يا أميرا لمؤمنين، إنك والله لمت أت منكراً ولا بديعاً، قد كان أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يؤدبون نساءهم، ويضربونهن؛ هذا الزبير بن العوام حواري رسول الله وابن عمته، وثب على امرأته أسماء بنت أبي بكر، وهي أفضل نساء أهل زمانها، فضربها في شيء عتب عليها فيه ضرباً مبرحاً حتى كسر يدها، وكان ذلك سبب فراقها، وذلك أنها استغاثت بولدهاعبد الله، فجاء يخلصهامن أبيه، فقال: هي طالق إن حلت بيني وبينها، ففعل، وبانت منه، وهذا كعب بن مالك الأنصاري عتب على امرأته، وكانت من المهاجرات، فضربها حتى حال بنوها بينه وبينها فقال:
ولولا بنوها حولها لخبطتها
…
كخبطة فروج ولم أتلعثم
قال: فسري عن موسى الهادي الغضب، وطابت نفسه، ودعا بالطعام، وأكلنا، وأمر له بعشرة آلاف دينار وثلاثين ثوباً، فتلهفت، وتعجبت من انقطاعي عن الحديثين، وهما في أبي، وأنا أعلم به مني. هذا آخر كلمه.
وقد نسب المصنف هذا البيت هنا، وفي "شرح أبيات ابن الناظم" إل الزبير ابن العوام، وكأنه اشتباه نظر نشأ من حكايته مع حكاية كعب بن مالك، وتبعه من جاء بعده في نسبته إلى الزبير، منهم: العيني والسيوطي، وشارح شواهد التفسيرين: خضر الموصلي، وشراح هذا الكتاب.