الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بمعنى الصريح، وقال ابن الملا الحلبي في شرحه، وليس التشديد في صبحوا للتكثير. انتهى. وفي "عباب الصاغاني": وصبحت فلاناً، أي: أتيته صباحاً، قال بجير ابن زهير:
صبحناهم بألف من سليم
…
وسبع من بني عثمان واف
والمعنى: أتيناهم بألف رجل من بني سليم. وقال السيوطي: وقيل: قائل هذا الرجز رؤبة، وقال الصغاني: قالته ليلى الأخيلية في قتل دهر الجعفي وأورده بلفظ:
قومي الذين صبحوا صباحاً
…
يوم النخيل غارة ملحاحاً
دهراً فهيجنا به أنواحاً
…
نحن قتلنا
…
إلى آخر الرجز
وأنواح: جمع نوح، بفتح النون، والعقيلي: نسبه إلى عقيل، بالتصغير، أبي قبيلة، وهو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد الستمائة:
(649)
هم اللاؤون فكوا الغل عني
قال ابن الشجري في المجلس الرابع والسبعين من "أماليه" في بحث الموصولات: ومنهم من قول: هم اللاؤون فعلوا كذا، واللائين في الجر والنصب، قال الهذلي:
هم اللاؤون فكوا الغل عني
…
بمرو الشاهجان وهم جناحي
انتهى. (وقال الشلوبين في حاشية المفصل: "اللاؤون" على ما ذكر في "الكشاف" لغة هذيل. وأنشد البيت).
وكذا أورده أبو حيان في "تذكرته" وكذا أنشده الخبيصي في "التوشيح" شرح "الكافية" قال الكرماني شراح أبياته: يقال فككت الشيء: خلصته، والغل بالضم: واحد الأغلال، يقال: في رقبته غل من حديد، ومرو: اسم بلد معروف، والشاهجان: معرب الشاهان، يعني مرو الملوك، وإنما أضيف إليهم، لأنهم كانوا يسكنونها؛ يصف قوماً كانوا أطلقوه من الأسر، وأعانوه على الأمور، وجعلهم بمنزلة جناحه، وشبههم به، لأنه يحمل صاحب على التصرف، وتمكنه منه. انتهى كلامه.
وقال أبو عبيد البكري في "معجم ما استعجم": مرو: مدينة بفارس، ومرو الروذ والشاهجان، بكسر الهاء، من بلاد فارس أيضاً، والمرو بالفارسية: المرج، والشاه: الملك، وجان: النفس، فمعنى مرو الشاهجان: مرج نفس الملك، والروذ: الوادي، ومعناه: وادي المرج، لأن إضافتهم مقلوبة، أومرج الوادي على الإضافة الصحيحة. انتهى. وقوله: المرو بالفارسية: المرج، إنما لفظه بالفارسية "مرغ" بالغين المعجمة. ولعل مرو بمعناها في لغة الفرس القديمة المهجورة الاستعمال.
وقد راجعت أشعار الهذليين الذي جمعه السكري، فلم أجد فيه هذا البيت فضلاً عن تتمته، واسم قائله، والله أعلم. ولم يقف أحد على المصراع الثاني من هذا البيت، من خدمة هذا الكتاب، حتى قال ابن الملا الحلبي في شرحه: وإلى الآن لم أقف له على تتمة، فلا أدري أهو صدر بيت أم عجزه. انتهى.