الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الخمسمائة:
(592)
سقيت الغيث أيتها الخيامو
أنشده سيبويه في باب وجوه القوافي في الإنشاد من أواخر "كتابه" قال: أما إذا ترنموا فإنهم يلحقون الألف والواو والياء ما ينون وما لا ينون، لأنهم أرادوا مد الصوت. كقول امرئ القيس:
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلي
وقال في النصب يزيد بن الطثرية:
فبتنا تحيد الوحش عنا كأننا
…
قتيلان لم يعلم لنا الناس مصرعا
وقال في الرفع الأعشى:
هريرة ودعها وإن لام لائمو
هذا ما ينون فيه، وما لا ينون فيه قول جرير:
أقلي اللوم عاذل والعتابا
وقال في الرفع أيضاً:
متى كان الخيام بذي طلوح
…
سقيت الغيث أيتها الخيامو
وقال في الجر [لجرير] أيضاً:
كانت مباركة من الأيامى
وإنما ألحقوا هذه المدة من حروف الروي، لأن الشعر وضع للغناء والترنم، فألحقوا كل حرف الذل حركته منه. انتهى.
والبيت مطلع قصيدة لجرير، وبعده:
تنكر من معارفها ومالت
…
دعائمها وقد بلي الثمام
ومتى استفهام إنكاري. قال صعوداء في شرح ديوان زهير: قول جرير:
متى كان الخيام بذي طلوح
أي: كأنه لم يكن بذي طلوح خيام قط. انتهى. وذو طلوح: واد في أرض بني العنبر من تميم، سمي به لكثرة شجر الطلح به، وهو شجر عظيم، وسقيت، بالبناء للمفعول، وكسر التاء، والغيث، بالنصب: المطر، دعا لخيام أحبابه بالسقيا على عادة العرب، فإنهم يدعون لما أحبوا بالسقيا، والمراد لازمه، وهو النضارة والحسن والبهجة، وتنكر: تغير حتى صار لا يعرف، ومعارفها: مواضعها المعروفة، والضمير للخيام، ودعامة الخيمة: عودها الذي تنصب عليه، وبلي: فني، والثمام، بالضم: نبت ضعيف يعلو طول ذراع وأكثر، يحشى به مواضع الريح، والمطر والشمس من البيوت وما أشبه ذلك.