الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن بني سوأة بن غيلان
…
قد طرقت ناقتهم بإنسان
مشيأ الخلق تعالى الرحمن
…
لا تقتلوه واحذروا ابن عثمان
والمعول على الرواية الأولى. انتهى ما أورده، والله سبحانه أعلم بحقيقة الحال.
وأورد الخطيب التبريزي في "شرح الحماسة" هذا الرجز على نمط آخر وهو:
حدبدبا بدبدبا منك الآن
…
استمعوا أنشدكم يا ولدان
إن بني فزارة بن ذبيان
…
قد طرقت ناقتهم بإنسان
مشيأ أعجب بخلق الرحمان
…
غلبتم الناس بأكل الجرذان
وسرق الجار ونيك البعران
…
كل متل كالعمود جوفان
قال: حدبدبا: كلمة جاء بها في معنى التعجب مما هو فيه، وأصلها لعبة يلعب بها الصبيان، ويختلف في لفظها، وبعضهم يقول: حدبدبا، ببائين، وبعضهم يقول: حدندبا، وبعضهم يقول: حديدبا. يقول: اجتمعوا يا صبية لتلعبوا هذه اللعبة، وإنما غرضه أن يعجب الناس مما هو فيه، ويعلمهم أنه في أمر كلعب الصبيان. انتهى.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد الستمائة:
(679)
أنا ابن ماوية إذ جد النقر
على أن "إذ" ظرف متعلق بما تضمنه ابن ماوية من معنى الشجاع، قال ابن السيد في "شرح أبيات الجمل":"أنا ابن ماوية" كلام [خرج مخرج الافتخار] لا يقوله إلا [رجل مشهور] عند الناس، قال أبو النجم:
أنا أبو النجم وشعري شعري
وقال اللخمي في "شرح أبيات الجمل" أيضاً: أي: أنا الشجاع البطل عند اشتداد الحرب، وإذ ظرف، والعامل فيه ما في الكلام من معنى الانتساب، والتقدير أنا منسوب إلى ماوية، إذ جد النقر، وأنشد سيبويه هذا البيت في باب الوقف من "كتابه"، قال الأعلم: الشاهد فيه إلقاء حركة الراء على القاف للوقف، والنقر: صويت تسكن به الفرس عند اشتداد حركته، أي: أنا الشجاع البطل إذا حتمت الخيل عند اشتداد الحرب. انتهى. وماوية: أم الراجز اشتهر بها، قال ابن السيد: ومعنى جد: اشتد وتحقق، والنقر: صويت باللسان يسكن به الفرس إذا اضطرب بفارسه. قال امرؤ القيس:
أخفضه بالنقر لما علوته
وكذا قال اللخمي في تفسير النقر، وزاد في آخره: ومخرجه من الخيشوم. وبعد هذا الشطر:
وجاءت الخيل أثابي زمر
…
أحمل في الهيجاء داباً وأكر
انتهى. وأثابي: جمع أثبية، بالتشديد فيها بمعنى جماعة، قال ابن جني في "إعراب أبيات الحماسة": يقال: جاء فلان في أثبية من قومه، وأثبية وزنها أفعولة من لفظ الثبة، ومعناها، ومنه قولهم: ثبت الثناء على الرجل: إذا أكثرته عليه قال لبيد:
يثبي ثناء من لبيد وقوله
…
إلا انعم على حسن التحية واشرب
ولام، أثبية وثبة، واو، لما وصى به أبو الحسن من اللام المحذوفة إذا جهل أمرها على الواو، لنها الباب الأكبر، وأصله أثبوة غير أن الحرف طال، فثقلت
لامه، فقلبت ياء، كأدحية: من دحوت، وقياس من قال: أحدوة وأدعوة أن يقول: أثبوة. انتهى.
والبيت نسبه سيبويه وشراح شواهده إلى بعض السعديين، وقال ابن السيد: لا أعلم قائله، وأظنه لعبيد بن ماوية الطائي، لقوله:"أنا ابن ماوية"، وجزم به اللخمي، وقال الصاغاني في "العباب": هو لفدكي بن أعبد المنقري قال: ونقرت بالفرس نقراً، وهو صويت تزعجه به، وذلك أن تلصق لسانك بحنكك، ثم تفتح، وقول الفكدي بن أبعد المنقري:
أنا ابن ماويةإذ جد النقر
أراد: النقر بالخيل، فلما وقف نقل حركة الراء إلى القاف إذا كان ساكناً ليعلم السامع أنها حركة الحرف في الوصل كما تقول: هذا بكر، ومررت ببكر، ولا يكون ذلك في النصب، وإن شئت لم تنقل، ووقفت على السكون وإن كان قبله ساكن. انتهى كلامه، ومن خطه نقلت.
وقال في مادة "فدك": وفدكي بن أعبد أبو ميا أم عمرو بن الأهتم، وأمها بنت علقمة بن زرارة. قال عمرو بن الأهتم:
نمتني عروق من زرارة للعلى
…
ومن فدكي والأشد عروق
انتهى. وعمرو بن الأهتم صحابي، وفدكي، بفتح الفاء والدال بعدها كاف والياء مشددة، والمنقري: نسبة إلى منقر، بكسر الميم، وسكون النون، هو أبو حي من تميم، وهو منقر بن عبيد بن مقاعس، وهو الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد ابن زيد بن تميم.