الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وضنت: بخلت. ويرزؤها، بتقديم المهملة على المعجمة، أي: ينقصها، أي: بخلت بشيء لو جادت به ما نقصها. يقال: ما رزأته فتيلاً. أي: ما أخذت من قدر ذلك، قاله اللخمي. وفي "المصباح" يقال: رزأته ترزأه، مهموز بفتحتين، والاسم الرزء، كقفل، ورزأته أنا: إذا أصبته بمصيبة.
والبيت مطلع قصيدة لإبراهيم بن هرمة، وقد قيل له: إن قريشاً لا تهمز، فقال: لأقولن قصيدة أهمزها كلها بلسان قريش، وقال الأصمعي: لم يثبت من القصائد المهموزة إلا هذه القصيدة. وبعده:
وعودتني فيما تعودني
…
أظماء ورد ما كنت أجزؤها
ولا أراها تزال ظالمة
…
تحدث لي قرحة وتنكؤها
والأظماء: جمع ظمء، بكسر الظاء وسكون الميم، بعدها همزة، وهو في الإبل: مدة العطش بين الشربتين. قال ابن السيد في "شرح أبيات الجمل": ضربه مثلاً، أراد: أنها تصله ثم تقطعه مدة، كما تسقي الإبل ربعاً وخمساً، ويقال جزأت الإبل وغيرها: إذا استغنت بأكل النبات الأخضر عن شرب الماء، وهوبالجيم والزاء المعجمة. وترجمة ابن هرمة تقدمت في الإنشاد السادس والخمسين بعد الأربعمائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الستمائة:
(626)
إني وأسطار سطرن سطرا
…
لقائل يا نصر نصر نصرا
على أن قوله: "وأسطار سطرن سطرا"، وهي جملة قسمية اعترض بها بين اسم إن وخبرها، وهو قوله: لقائل. وأنشد سيبويه بنصب "نصر" الثاني. قال الأعلم:
الشاهد فيه نصبه "نصراً نصراً" حملاً على موضع الأول، ولو رفع حملاً على لفظ الأول لجاز. وقال النحاس: قد خولف في هذا؛ فقال الأصمعي: النصر: المعونة، فهو على هذا منصوب على المصدر، كأنه قال عوناً عوناً، وقوله:"وأسطار" الواو: للقسم، وأسطار: جمع سطر، أي: وحق سطور المصحف، وجملة "سطرن" بالبناء للمفعول صفة لأسطار، وسطراً: مفعول مطلق، وأنشده الرضي برفع الثاني، على أن التوكيد اللفظي في النداء حكمه في الأغلب حكم الأول، وقد يجوز إعرابه رفعاً ونصباً، فنصر الثاني: رفع اتباعاً للفظ الأول، ونصب الثالث: إتباعاً لمح الأول، وضعف البدل، والبيان في مثله. ومنع أبو حيان أن يكون "نصر" الثاني توكيداً لفظياً، قيل لتنوينه. والأول ليس كذلك، ورد بأن هذا القدر من الاختلاف مغتفر في التأكيد اللفظي، وقيل للاختلاف في التعريف؛ فكذلك هذا، ولا يجوز أن يكون بدلاً؛ لأنهمنون، ولا نعتاً، ؛ لأنه علم. انتهى. وفيه نظر، فإن اتحاد جهة التعريف في التأكيد غير مسلمة بل يكفي اختلافها، ثم قال أبو حيان: ولا يجوز أن يكون مرفوعاً على أنه خبر مبتدأ مضمر، ولا نصبه على إضمار فعل؛ لأن هذا النوع من القطع، إنما تكلمت به العرب إذا قصدت البيان أو المدح أو الذم أو الترحم، و"نصر" لا يفهم منه شيء من ذلك. انتهى.
وفيه أنه يصح نصبه على المدح بدليل ما بعده وهو:
بلغك الله فبلغ نصرا
…
نصر ابن سيار يثبني وفرا
فإنه روي: أن نصراً في البيت الأول، وهو حاجب نصر بن سيار، منعه من الدخول إلىنصر بن سيار، وهو أمير خراسان في الدولة الأمورية، فتلطف به، وأقسم له بأنه يدعو له، وطلب منه المعونة، وروي في نصر الثاني أيضاً ضمه، بلا تنوين،