الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي: سرحه، وفي "نهاية" ابن الأثير، الترجل: والترجيل تسريح الشعر وتنظيفه وتحسينه، قال الدماميني: المرجل الذي شعره بين الجعودة والسبوطة. انتهى. ولا يخفى أن المستعمل بهذا المعنى إنما هو رجل الشعر رجلاً من باب تعب، فهو بالكسر، والسكون تخفيف، أي: ليس شديد الجعودة ولا شديد السبوطة، بل بينهما، كذا في "العباب" و "النهاية" و "المصباح" وغيرها. والبرودة: جمع برد، بالضم، قال صاحب "العباب": البرد: نوع من الثياب معروف، والبردة: الشملة المخططة، وقيل: كساء أسود مربع فيه صفر تلبسه الأعراب، وجمعها برد. قوله: ولا ترى مالاً له معدوداً، معناه: لا يمكن عد ماله لكثرته، وهذا كله على سبيل التفاؤل، وقوله: أقائلن: خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: أفأنتم قائلن، والجملة جواب الشرط، والخطاب لسيدها، ومن يقول بقوله. وقوله: أحضري: خطاب للمرأة، أمر من أحضره إحضاراً، ورواه العيني كغيره "أحضروا" بواو الجمع، ولا وجه له، كما لا وجه إلى نسبة الشعر إلى رؤبة بن العجاج.
وقوله: فظلت في شر من اللذكيدا .. إلى آخره، فقد شرحناه في الشاهد الواحد والعشرين بعد الأربعمائة من شواهد الرضي.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الخمسمائة:
(553)
فأنزلن سكينة علينا
على أن فعل الأمر يجوز توكيده بالنون من غير شرط، ولو كان دعاء كما هنا، قال سيبويه في باب النون الثقيلة والخفيفة: والدعاء بمنزلة الأمر والنهي، قال ابن رواحة:
فأنزلن سكينة علينا
انتهى.
قال الأعلم: الشاهد في تأكيد "أنزلن" بالنون، والسكينة: ما يسكن إليه، ويؤنس به، والمعنى: ثبتنا على الإسلام بإظهار دينك، ونصر رسولك حتى تسكن نفوسنا إلى ذلك، ونزداد إيماناً بك. انتهى.
والبيت من رجز لعامل بن الأكوع. روى ابن هشام في "السيرة" عن [أبي] الهيثم ابن نصر بن دهر الأسلمي أن أباه حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في مسيره إلى خيبر لعامر بن الأكوع، وهو عم سلمة بن عمرو بن الأكوع، وكان اسم الأكوع سنان: انزل يا ابن الأكوع، فخذ لنا من هناتك، قال: فنزل يرتجز برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
والله لولا الله ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
إذا إذا قوم بغوا علينا
…
وإن أرادوا فتنة أبينا
فأنزلن سكينة علينا
…
وثبت الأقدام إن لاقينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحمك ربك" فقال عمر بن الخطاب: وجبت والله، يا رسول الله، لو أمتعتنا به، فقتل يوم خيبر شهيداً، وكان قتله فيما بلغني أن سيفه رجع عليه وهو يقاتل: فكلمه كلماً شديداً، فمات منه، فكان المسلمون قد شكوا فيه، وقالوا: إنما قتله سلاحه، حتى سأل ابن أخيه سلمة بن عمرو بن الأكوع رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك، وأخبره بقول الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنه لشهيد" فصلى عليه، وصلى عليه المسلمون. انتهى. ونقله ابن سيد الناس في سرته.