الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والشكوة في رواية الفراء: هي وعاء من أدم للماء واللبن، قاله صاحب "القاموس" والمزود، بكسر الميم: وعاء الزاد، والمرتحل: البعير الذي وضع عليه الرحل، وهو مركب للبعير، والقلوص: الناقة الشابة.
والشعر نسبه ابن خلاف إلى رجل من قيس عيلان.
وأنشد بعده:
فقلت أهي سرت أم عادني حلم
صدره:
فقمت للطيف مرتاعاً فأرقني
وتقدم الكلام عليه في الإنشاد الثاني والخمسين في بحث "أم".
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الستمائة:
(611)
كأن صغرى وكبرى من فواقعها
…
حصباء در على أرض من الذهب
على أن أبا نوس قد لحن فيه باستعمال فعلى دون أل، ودون إضافة، وأول من نبه على لحنه الزمخشري في "المفصل". قال شارحه الأندلسي: لكونه استعمل صغرى وكبرى نكرة، وهذا الضرب من الصفات لا يستعمل إلا معرفاً، وإنما يجوز التنكير في فعلى التي لا أفعل لها نحو: حبلى ولم يقل إنه ضرورة، لأن
المولد لا يسوغ له استعمال شيء على خلاف الأصل إلا أن يرد به سماع فيتوقف على محل السماع ولا يقاس عليه، وصغرى ما ورد فيه سماع، فقيل: إن "من" المذكورة زائدة، وكبرى: مضافة، وحذف مضاف الأول كما في قوله:"ياتيم تيم عدي" لكن حذف "من" في الواجب لا يجوز إلا عند الأخفش، الأجود أن يقال: حذف المفضل الداخل عليه "من" اكتفاء بذكره مرة، أي: كأن صغرى من فواقعها وكبرى منها. انتهى.
وقد رده المصنف وكان الواجب أن يقول وزيادة "من" في الواجب لا يجوز إلا عند الأخفش، وقيل: إن صغرى قد غلبت عليها الاسمية كما في قوله:
في سعي دنيا طالما قد مدت
قال ابن يعيش: والاعتذار عنه أنه استعمله استعمال الأسماء لكثرة ما يجيء منه بغير [تقدم] موصوف، نحو: صغيرة وكبيرة؛ فصار كصاحب وأبطح، فاستعمله نكرة لذلك. وقيل: إن فعلى فيه ليست مؤنثة أفعل، بل بمعنى فاعلة، كأنه قال:[كأن] صغيرة وكبيرة من فواقعها، على حد قوله تعالى:(وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ)[الروم/ 27]. انتهى.
واختار هذا الأخير المصنف، والبيت في صفة الخمر، والفواقع: جمع فاقعة، وروي بدله:"من فقاقعها" جمع فقاعة، ومعناها: النفاخات التي تكون على وجه الماء، وصف الخمر وما يعلوها من الحباب، فشبه الحباب بالدر وهو اللؤلؤ الكبير، والخمر التي تحته بأرض من ذهب، وقد أورد صاحب "الكشاف" هذا البيت عند
تفسير قوله تعالى: (حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا)[الإنسان/ 19]. في ضمن حكاية حكاها عن المأمون أنه زفت إليه بوران بنت الحسن، وهي على بساط منسوج من ذهب، وقد نثرت عليه نساء دار الخلافة اللؤلؤ، فنظر إليه منثوراً على ذلك البساط فاستحسن النظر إليه وقال:
لله در أبي نواس! كأنه أبصر هذا حيث يقول:
كأن صغرى وكبرى من فقاقعها
وهو من أبيات أولها:
ساع بكأس إلى ناس على طرب
…
كلاهما عجب في منظر عجب
قامت ترينا وستر الليل منسدل
…
صبحاً تولد بين الماء والعنب
كأن صغرى وكبرى من فقاقعها
…
حصباء در على أرض من الذهب
كأن تركاً صفوفاً في جوانبها
…
تواتر الرمي بالنشاب من كثب
في كف ساقية ناهيك ساقية
…
في حسن قد وفي ظرف وفي أدب
وبعد هذا ستة أبيات في وصفها. وترجمة أبي نواس تقدمت في الإنشاد الثاني والأربعين بعد المائتين.