الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجعنا إلى البيت الشاهد، قوله: ما بال من أسعى .. إلخ، كذا في جميع الروايات بلا واو، ولا فاء، على الخرم، وما: مبتدأ، وبال: خبر، وقيل بالعكس، والجبر: شد العظم المكسور ومداواته، وحفاظاً: مفعول لأجله، علل بن أسعى، وهو مصدر حافظ على الشيء لدينه وأمانته، ويمينه. وقوله: بحلمي: متعلق بأعود، وقوله: أناة وانتظاراً: كل منهما مفعول مطلق عامله محذوف، والفاني: الشيخ العاجز، وروي بدله "بالواني" من وني ونياً، من باب تعب ووعد: ضعف وفتر، والضرع، بفتحتين: الصغير السن الضعيف، وككتف: الضعيف، والغمر، بالضم: من لم يجرب الأمور، وصروف الدهر: حوادثه، والجهل: الخفة، والوعر، بفتح فسكون: المتوعر: الخشن الصعب.
وقوله: "ألم تعلموا أني تخاف" بالبناء للمفعول، والعرامة، بضم العين المهملة: شراسة الأخلاق وحدتها، عرم كنصر وضرب وكرم وعلم عرامة وعراماً، بالضم، واستعار القناة للحال، والقسر، بالقاف: القهر.
وقوله: "كأني وإياهم كمن نبه القطا" إلى آخره، هو من المثل المشهور:"لو ترك القطا ليلاً لنام".
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الخمسمائة:
(586)
ولقد رمقتك في المجالس كلها
…
فإذا وأنت تعين من يبغيني
على أن الواو زائدة، وزيادتها هنا متحتمة، لأن إذا الفجائية لا تدخل إلا على جملة إسمية يكون مبتدؤها مجرداً من حرف العطف، وهو من أبيات ستة لأبي العيال
الهذلي أوردها السكري في "أشعار الهذليين" وهي:
إن البلاء لدى المقاوس مخرج
…
ما كان من غيب ورجم ظنون
البلاء: الامتحان والاختبار، والمقاويس: جمع مقوس، بكسر الميم، وهو الموضع الذي تدفع منه الخيل عند الحبل، قاله السكري، وقوله:"ورجم ظنون" يريد ما كان من أمر خفي، وأمر يرجم فيه بالظن.
فإذا الجواد ونى وأخلف منسراً
…
ضمراً فلا توقن له بيقين
المنسر: بكسر الميم وسكون النون، قال السكري: ونى: ضعف، وقصر في الجري، وأخلف المنسر: إذا سبقه المنسر، وجاء وهو خلف، فلا توقن له بخير، لأنه فرس سوء، وأخلف منسراً، أي: جاء من بعده، والمنسر: ما بين الثلاثين إلى الأربعين، وروي "ميسراً" بفتح الميم وسكون المثناة التحتية وكسر السين، وروى الباهلي:"وأخلف ميسراً" وقال لي: هو ما تيسر له من الجري ضمراً، أي: ما ضمر، فلا توقن له بخير، يقال: خذ ميسر فرسك.
لو كان عندك ما تقول جعلتني
…
كنزاً لريب الدهر عند ضنين
قال السكري: يقول: لجعلتني بمنزلة الكنز عند هذا الضنين، لأن الضنين أحرى بأن يصون كنزه، والريب: الحوادث.
فلقد بلوتك في المجالس كلها
…
فإذا وأنت تعين من يبغيني
قال السكري: يريد أنت، والواو مقحمة. انتهى. وبلوتك: اختبرتك، ويبغيني: يطلبني بسوء، يقال: بغيته أبغيه بغياً، أي: طلبته، أو من بغى عليه بغياً: إذا ظلمه واعتدى عليه، فيكون من باب الحذف والإيصال.
هلا درأت الخصم حين رأيتهم
…
جنفاً علي بألسن وعيون
قال السكري: أي: دفعت الخصم، والجنف: الجائر المائل، وهو مصدر. انتهى. والخصم لكونه في الأصل مصدراً يطلق على الواحد والجمع، والمراد هنا الثاني قوله: رأيتهم، والجنف، بفتح الجيم والنون.
وزجرت عني كل أبلخ كاشح
…
ترع المقالة شامخ العرنين
الأبلخ بالخاء المعجمة، وترع، بفتح المثناة الفوقية وكسر الراء: وصف من الترع بفتحتين وهو الإسراع إلى المشي، وفعله من باب فرح، قال السكري: الأبلخ: المتكبر، والكاشح: العدو الباطن العداوة، وترع المقالة: العجل بالقول من الغضب. انتهى.
وهذه الأبيات أجاب بها ابن عمه بدر بن عامر الهذلي، قال السكري: قال أبو محمد: أصيب ابن الأخ لأبي العيال، وهو ابن أبي عثير أحد بني خماعة، وكان ممن خرج إلى مصر في خلافة الإمام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان فيه بعض الرهق، والرهق، بفتحتين: ركوب الشر والظلم، وغشيان المحارم؛ فاتهم ابن أبي عثير ابن عمر له يقال له: بدر بن عامر، أن ميله مع خصمائه، فبلغ ذلك بدراً، فقال في ذلك بدر بعد أبيات:
وأبو العيال أخي فمن يعرض له
…
منكم بسوء يؤذني ويسوني
إني وجدت أبا العيال وعزه
…
كالحصن لز بجندل موضون
أعيا المجانيق الدواهي دونه
…
فتركنه وأبر بالتحصين
قال السكري: أبر: غلب، يقول: هذا الحصن أعيا المجانيق. الدواهي: المنكرات، وأبر الحصن، أي: غلب بأن حصن حتى امتنع.
وإذا عددت أولي الثقات فإنه
…
مما تصول به إلى يميني
قال السكري: معنى إلي: عندي. انتهى.
وبدر بن عامر الهذلي أورده ابن حجر في المخضرمين من "الإصابة" قال: ذكر أبو الفرج الأصبهاني: أنه شاعر مخضرم أسلم في عهد عمر، ونزل هو وابن عمه مصر وأورد له أشعاراً. انتهى. وقال أيضاً: أبو العيال ابن أبي عتبة الهذلي من خماعة بن سعد بن هذيل، وهو أخو عبد بن وهرة الهذلي لأمه، ذكره ابن عساكر، فقال: مخضرم أدرك الجاهلية وأسلم في خلافة عمر، فدخل مصر ثم عمر إلى خلافة معاوية، وغزا مع يزيد بن معاوية الروم، وكتب إلى معاوية قصيدة قالها في تلك الواقعة. انتهى. وخماعة بضم الخاء المعجمة بعدها ميم، وبعد الألف عين مهملة.