الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 -
قوله في مجموع الفتاوى (7/ 646): "كما غلط آخرون في جواز وجود إرادة جازمة مع القدرة التامة بدون الفعل، حتى تنازعوا: هل يعاقب على الإرادة بلا عمل، وقد بسطنا ذلك في غير هذا الموضع".
ومعلوم أنَّ المؤلف قد بسط ذلك في الإيمان الأوسط".
9 -
وهناك موضع كبير مبسوط في الكلام عن الإيمان (19/ 294 - 295)، ويكاد يكون بعينه في كتاب "الإيمان الأوسط".
خامساً: اتفاق جميع الباحثين المحدثين في عصرنا هذا، على نسبة هذا الكتاب إلى شيخ الإسلام، ونقلهم منه، وعزوهم إليه في بحوثهم العلمية.
ثالثاً: المطبوع من نسخ الكتاب:
لا أعرف -حسب علمي- نسخاً مطبوعة للكتاب إلَّا اثنتين:
الطبعة الأولى:
وهي الأشهر والأهم، وهي الموجودة ضمن مجموع الفتاوى، في المجلد السابع (7/ 461 - 622) باسم الإيمان الأوسط.
الطبعة الثانية:
وهي طبعة تجارية مصرية طبعتها دار الفرقان في القاهرة، وهي طبعة مصورة عن الطبعة الأولى تماماً، بل إنَّ مصورتها قد شملت أيضًا بقية الكلام الذي أورده جامع الفتاوى بعد كتاب "الإيمان الأوسط"، والذي بلغ نحواً من خمس وستين صفحة، ويبدو أنَّ صاحب هذه الطبعة -كغالب الطبعات التجارية- لم يميز بين كتاب "الإيمان الأوسط" وما بعده، وظن أنَّ الجميع تابع للكتاب.
وسوف يكون الحديث عن الأولى باعتبارها الطبعة الأصلية للكتاب، ولست في مقام النقد لهده الطبعة بقدر ما يهمني إبراز شيء من الفروق بين المطبوع والمخطوط من نسخ الكتاب.
والملاحظة العامة -أعني التي تنطبق على مجموع الفتاوى ككل- خلو النص تماماً من آية خدمة، لا من حيث عزو الآيات، ولا من حيث تخريج الأحاديث، فضلاً عن الحكم عليها، لا من حيث نسبة الأقوال إلى قائليها، هذا فضلاً عن التعريف بالأعلام، والفرق والمذاهب والأماكن.
ولئن كانت مرحلة جمع الفتاوى في زمن مضى، هدفاً وغاية سعى إليها الكثيرون من أهل العلم، وحقق هذه الغاية مشكوراً مأجوراً -إنَّ شاء الله تعالى- الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد بن قاسم رحمه الله، وساعده ابنه الشيخ محمد رحمه الله (1)، فما عاد يكفي ذلك في هذا العصر، بل وجب أن تنصب الجهود على ما قام بجمعه الشيخان، وأن يحقق تحقيقاً علمياً متميزاً، وقد قامت الجامعات في هذه البلاد الطيبة بحظ وافر في ذلك المجال، وخدم كثير من تراث شيخ الإسلام، مما ورد في مجموع الفتاوى، أو ورد خارجه، وكان ذلك عبر الدراسات العليا في تلك الجامعات، من خلال رسائل الماجستير والدكتوراه، ولعل هذه الرسالة بإذن الله واحدة من تلك الرسائل.
أما الملاحظات الخاصة بالمطبوع من الكتاب، فهي تدور على ما يلي:
أولاً: وقوع الأخطاء والتحريف في المطبوع، وبعضها أخطاء فاحشة تلحق بالمعنى خللاً كبيراً، وهذه بعض الأمثلة:
المثال الأول: جاء في المطبوع (7/ 590) عند الحديث عن مذهب ابن عربي: "ولكن يرى ظاهراً في المخلوقات، متجلياً في المصنوعات، وهو عنده غير وجود الموجودات وشبهه، وتارة بظهور الكلي في جزئياته. . "، وتصحيحه في المخطوط (النسخة التركية لوحة 45، صفحة أ)، "ولكن يرى ظاهراً في المخلوقات، متجلياً في المصنوعات، وهو عنده عين وجود الموجودات، وشبهه تارة بظهور الكلي في جزئياته. . . ".
ومعلوم أنَّ التحريف السابق في النص يقلب القضية، ويعكس مذهب ابن عربي في وحدة الوجود، ليوافق فيه المسلمين.
المثال الثاني: جاء في المطبوع (7/ 595) ما يلي: "وكان مما حدثني عن شيخه الطاووسي الذي كان بهمدان عن يعد الدين ابن حمويه أنه قال: محي الدين ابن عربي بحر لا تكدره الدلاء! ! ولكن نور المتابعة النبوية التي على وجه الشيخ شهاب الدين السهروردي شيء آخر.
(1) توفي يوم الاثنين 27/ 6/ 1421 هـ عن نحو ستة وسبعين عاماً. فجزاه الله وأباه عن طلبة العلم خير الجزاء.
فقلت له: هذا كما يقال كان هؤلاء أوتو [من] ملك الكفار ملكاً عظيماً، لكن نور الإسلام الذي على شهاب الدين غازي صاحب ميافارقين شيء آخر. . ".
وتصحيحه في المخطوط (النسخة التركية، لوحة 46، صفحة أ): "فقلت له: هذا كما يقال فإن هولاكو ملك الكفار ملكاً عظيماً، لكن نور الإسلام الذي على شهاب الدين غازي صاحب ميافارقين شيء آخر. . ".
المثال الثالث: جاء في المطبوع (7/ 601) ما يلي: "لأن سعد بن بكر هم من هوازن، وهم أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ".
وتصحيحه في المخطوط (النسخة التركية، لوحة 48، صفحة ب): "لأن سعد بن بكر من هوازن، وهم أظْآر (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ".
وهو تصحيف، وخطأ بيِّن، إذ كيف تكون هوازن أصهاراً له صلى الله عليه وسلم، وهو لم يتزوج منهم قط، وإنما هم أظأره، أي مرضعوه، لأنه صلى الله عليه وسلم استرضع في بني سعد بن بكر، وهم من هوازن.
وسيرد مزيد من الأمثلة خلال تحقيق متن الكتاب.
ثانياً: كثرة السقط في المطبوع، ويتفاوت هذا السقط بين كلمة وكلمتين، إلى عبارة وعبارتين، بل إلى أربعة أسطر في بعض الأحيان، وهذه بعض الأمثلة:
المثال الأول: ورد في المطبوع من الكتاب (7/ 594) ما يلي: "فابن عربي بزعمه: إنما تجلي الذات عنده شهود مطلق، هو وجود الموجودات .. ".
والتكملة من المخطوط (لوحة 46، صفحة أ): "فابن عربي بزعمه: إنما تجلي الذات عنده هو شهود وجود مطلق، هو وجود الموجودات .. ".
المثال الثاني: ورد في المطبوع (7/ 615) ما يلي: "ونفس المحافظة يقتضي أنهم صلوا ولم يحافظوا عليها .. ".
(1) قال في القاموس المحيط (ص 555): "الظِّئر بالكسر: العاطفة على ولد غيرها، المرضعة له في الناس وغيرهم للذكر والأنثى، وجمعه: أظْؤر، وأظْآر. . ".
وتصحيحه في المخطوط (لوحة 53، صفحة أ): "ونفس ترك المحافظة يقتضي أنهم صلوا ولم يحافظوا عليها
…
".
المثال الثالث: ورد في المطبوع (7/ 591) ما يلي: "فلهذا كانوا مكذبين بالغيب الذي أخبرت به الأنبياء، ثم جعلوا وجود الرب الخالق للعالمين، البائن عن مخلوقاته أجمعين، هو من جنس وجود الإنسانية في الأناسي، والحيوانية في الحيوان، أو ما أشبه ذلك، أو كوجود الوجود في الثبوت عند من يقول المعدوم شيء فإنهم أرادوا أن يجعلوه شيئاً موجوداً في المخلوقات مع مغايرته لها .. ".
وتكملة السقط كما جاء في المخطوط (لوحة 45، صفحة أ): "فلهذا كانوا مكذبين بالغيب الذي أخبرت به الأنبياء، مدعين أنَّ ما يبصرونه في خيالهم هو من جنس الغيب الذي أخبرت به الأنبياء، ثم جعلوا وجود الرب الخالق للعالمين، البائن عن مخلوقاته أجمعين، هو من جنس وجود الإنسانية في الأناسي، والحيوانية في الحيوان، أو ما أشبه ذلك، كوجود المادة في الصورة، أو الصورة في المادة، أو كوجود الوجود في الثبوت عند من يقول المعدوم شيء فإنهم أرادوا أن يجعلوه شيئاً موجوداً في المخلوقات مع مغايرته لها. . ".
المثال الرابع: ورد في المطبوع (7/ 603) ما يلي: "وقد أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي هريرة.
ورواه مسلم عن جابر قال: "أمرت أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن لا إله إلَّا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلَّا بحقها".
فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال.
فكان من فقه أبي بكر رضي الله عنه أنه فهم من ذلك الحديث المختصر أنَّ القتال على الزكاة قتال على حق المال. . ".
وتكملته كما ورد في المخطوط (لوحة 49، صفحة أ) كالتالي: "وقد أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي هريرة.