الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم رأيت من خلال الدراسة أن اسم الكتاب الذي يترجح على غيره هو كتاب "شرح حديث جبريل عليه السلام في الإسلام والإيمان والإحسان" فاستدلته بالعنوان المشهور "الإيمان الأوسط" وذلك لأسباب عدة موضحة في المبحث الأخير من مباحث الدراسة.
أما الأسباب التي دعت إلى اختيار هذا الكتاب فهي على قسمين: أسباب عامة، وأسباب خاصة.
أما الأسباب العامة فهي:
أولًا: نفاسة المؤلفات التي خطتها يراعة شيخ الإسلام ابن تيمية، إذ كانت وما زالت مؤلفاته محط أنظار الباحثين، ومنتهى آمال الدارسين، بالإضافة أن ما كتبه شيخ الإسلام في موضوع الإيمان خصوصًا يتصدر قمة هذه المؤلفات أهمية ومكانة.
ثانيًا: أهمية موضوع الإيمان بين موضوعات العقيدة، وخطورته، وضلال كثير من الفرق في بابه، مما يجعل من الأهمية بمكان إبراز منهج السلف الصالح في هذا الموضوع، وتحديد معالم ذلك المنهج، وهو ما نجده مكنوزًا بين دفتي هذا السفر النفيس "شرح حديث جبريل".
ثالثًا: ضرورة تحديد كثير من المصطلحات المهمة المتصلة بالعقيدة، كمصطلح: الإيمان، والإسلام، والإحسان، والكفر، والنفاق، والزندقة، والفاسق وغيرها، والتي كثيرًا ما وقع اللبس وسوء الفهم فيها.
أما الأسباب الخاصة فهي:
أولًا: العثور على نسخة جديدة نسخت بعد موت المؤلف رحمه الله بخمسة عشر عامًا فقط، أي في عام (743 هـ).
ثانيًا: أن النسخة المطبوعة الموجودة في مجموع الفتاوى نسخة ناقصة ومخرومة من نهايتها، كما أشار إلى ذلك الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله (1).
(1) الإيمان الأوسط (7/ 622)، ضمن مجموع الفتاوى.
وبالمقارنة بين النسختين، وُجد أن هناك خرمًا كبيرًا، ونقصًا كثيرًا، يبلغ تسع لوحات من الموضع الذي أشار إليه ابن قاسم حتى نهاية الكتاب، وبهذا النقص فإن كلام المصنف عن الإحسان يكتمل، وبالتالي يكون الكتاب كاملًا.
وتمثل كل لوحة من المخطوط ثلاث صفحات من المطبوع، تكون هذه الزيادة في الكتاب على هذا الحساب (27) صفحة طباعية.
ثالثًا: كثرة الفروق بين المطبوع والمخطوط، فبالإضافة إلى هذه الزيادة النادرة في آخر الكتاب، فإن هناك فروقًا كثيرة مختلفة، حيت يوجد سقط في المطبوع، يصل في بعض الأحيان إلى أربعة أسطر متتابعة، هذا عدا التحريفات في المطبوع.
ويتكون البحث من مقدمة وقسمين:
المقدمة: وفيها أهمية الموضوع، وأسباب اختياره، ومنهج التحقيق.
القسم الأول: الدراسة، وتشتمل على تمهيد وعدة مباحث: التمهيد: موضوع الإيمان ومذاهب الطوائف فيه، وبيان الراجح منها، وقد تم فيه تعريف الإيمان في اللغة، وذكر مذاهب الناس فيه.
المبحث الأول: دراسة موجزة عن المؤلف، وقد قمت بترجمة مختصرة للمؤلف، وحاولت التركيز فيها على جوانب لم تلق حظها من العناية -حسب علمي- ومن ذلك التركيز على أسرته العلمية، وتلامذته الكثيرين.
المبحث الثاني: دراسة تحليلية وتفصيلية عن الكتاب، وهذا المبحث هو أهم مباحث الدراسة على الإطلاق، وقد جاء في سبع مسائل أصلية، وعدة مسائل فرعية.
أما المسائل الأصلية فقد رتبت على النحو التالي:
المسألة الأولى: أقسام الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهم المؤمنون والكافرون والمنافقون.
المسألة الثانية: تعريف النفاق والكلام عليه.
المسألة الثالثة: وجوب التفريق بين أحكام الظاهر وأحكام الباطن.
المسألة الرابعة: الخلاف في الإيمان، وكانت هذه المسألة أبرز المسائل الواردة في الكتاب، وقد تبلورت في تسعة موضوعات هي:
أولًا: أصل الخلاف في الإيمان.
ثانيًا: تقرير شبهات المخالفين في الإيمان.
ثالثًا: تفنيد تلك الشبهات.
رابعًا: الرد التفصيلي على آراء الفرق المخالفة في الإيمان.
خامسًا: مناقشة تحليلية لمذاهب المرجئة الذين أخرجوا الأعمال من الإيمان.
سادسًا: الرد على من قال بالمجاز في الإيمان.
سابعًا: حكم ترك جنس الأعمال.
ثامنًا: موقف المصنف من الخلاف بين السلف وبين مرجئة الفقهاء في الإيمان.
تاسعًا: الآثار المترتبة على الخلاف في الإيمان، وأبرز هذه الآثار: زيادة الإيمان ونقصانه، والاستثناء في الإيمان.
المسألة الخامسة: تقرير مذهب السلف في الإيمان.
المسألة السادسة: الفرق بين الإسلام والإيمان.
المسألة السابعة: الكلام على الإحسان.
وأما المسائل الفرعية (الاستطرادية) فهي عبارة عن مسألتين:
الأولى: تضمنت بعض الردود على الملاحدة من المتفلسفة وغلاة المتصوفة.
الثانية: كلام المصنف عن الأحاديث التي ذكر فيها الإسلام والإيمان، وتأصيل فهمها.
المبحث الثالث: المقارنة بين الكتاب، وبين كتاب "الإيمان الكبير"، وقد دارت معالم هذه المقارنة، حول الأسبق تأليفًا من الكتابين، وعرض المسائل فيهما، وما تميز به كتاب "شرح حديث جبريل"(الإيمان الأوسط) عن كتاب "الإيمان الكبير"، وختمت هذا المبحث بجواب على تساؤل يقول: هل هناك كتاب في الإيمان للمصنف يسمى "الإيمان الصغير"؟ .
المبحث الرابع: دراسة عن نسخ الكتاب المطبوع منها والمخطوط.
القسم الثاني: نص الكتاب.
وستكون هذه النسخة الجديدة هي النسخة الأصلية في البحث، بالإضافة إلى نسخة المكتبة المحمودية، هذا مع النسخة المطبوعة التي اعتمد عليها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في مجموع فتاوى شيخ الإسلام رحمه الله.
وهناك أيضًا نسخة تمثل "مختصر الكتاب" لم أتمكن من معرفة مؤلفها، استفدت منها في بعض الأحيان.
وقد رمزت للنسخ بالرموز التالية: النسخة المحمودية: "م"، والنسخة المطبوع:"ط"، والنسخة المختصرة:"ص".
أما عملي في المخطوط فقد كان على النحو التالي:
1 -
عزو الآيات، وتخريج الأحاديث من مصادرها الأصلية، والحكم عليها من خلال أقوال أهل العلم.
2 -
إثبات الفروق بين المطبوع ونسخ المخطوط؛ وإكمال الناقص في المطبوع.
3 -
تصحيح بعض الكلمات، وحل بعض العبارات المشكلة.
4 -
التعليق الموجز على أصول المسائل المهمة الواردة في الكتاب.
5 -
ترجمة الأعلام غير المشهورين الذين ورد ذكرهم في الكتاب، والتعريف ببعض الفرق والنحل والعقائد الباطلة الواردة كذلك.
6 -
عمل الفهارس العلمية.
وفي الختام: فلا يسعني إلا أن أرفع أكف الابتهال والحمد والشكر
إلى الله عز وجل الذي وفقني لخدمة كتاب هام، في موضوع هو رأس الموضوعات، ولمؤلف يتسابق الدارسون إلى دراسة كتبه، وخدمة تراثه، هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
كما أدعو الله عز وجل للوالدين الحبيبين اللذين كان دعاؤهما -بعد توفيق الله عز وجل خير معين لي في فترة إعداد هذا البحث، أن يمد الله في عمرهما، وأن يبارك فيهما، وأن يكتب لهما موفور الصحة والعافية والسلامة، وأن يعينني على برهما، وأن يختم بالصالحات أعمالهما. كما أن الشكر والتقدير والعرفان في هذا البحث، لأستاذي وشيخي ومشرفي الفاضل الأستاذ الدكتور أحمدَ بنِ سعدٍ بنِ حمدانَ الغامدي حفظه الله ورعاه، الذي كانت توجيهاته وملاحظاته واستدراكاته تقود البحث إثراءً وفائدةً وتصحيحًا وتكملًا، فجزاه الله خير الجزاء، ورزقه الله الصحة والعافية، ونفع بعلمه الأمة، إنه سميع قريب.
كلما أنني لا أنسى أبدًا الذين كان لهم سعي مشكور، في الحصول على النسخة الأصلية من المتحف التركي باستانبول فى تركيا، والذين ذللوا الصعوبات، وبذلوا الجهود، حتى وصلت إليّ، وعلى رأس هؤلاء أستاذنا الكبير محمد قطب، والشيخ أمين سراج، والدكتور حمدي أرسلان، فجزى الله الجميع أفضل الجزاء.
كما لا يفوتني أن أشكر أيضًا أستاذنا الدكتور علي بن عباس الحكمي الذي تقضل مشكورًا غير مرة، بإعطائي بعض المراجع الهامة في البحث، ووفر لي صعوبة الحصول عليها، ولكل من مدَّ يد المساعدة والنصح.
كما أشكر لِلشيخين الفاضلين، والأستاذين الكريمين تفضلهما مشكورين -مأجورين إن شاء الله تعالى- بقبول مناقشة هذه الرسالة مع كثرة الأعمال التي يقومان بها، وهما:
فضيلة شيخنا: الأستاذ الدكتور علي بن نفيع العلياني، أستاذ العقيدة الإسلامية في جامعة أم القرى.
وفضيلة الأستاذ الدكتور: عطية بن عتيق الزهراني، أستاذ العقيدة
الإسلامية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، على صاحبها أفضل الصلاة وأتم السلام.
كما أشكر كل من تكرَّم بحضور المناقشة، وأخص بالذكر منهم عمي الأستاذ خضران الزهراني الذي حببني في العلم منذ الصغر، فجزاه الله خير الجزاء.
والشكر أخيرًا لجامعة أم القرى -تلك الجامعة العريقة- التي يسرت للباحثين أيسر الوسائل للبحت والدراسة ممثلة في ذلك الصرح الشامخ، كلية الدعوة وأصول الدين، هذه الكلية المباركة التي خرَّجت وما زالت تخرج عشرات من الدعاة والدارسين والمتخصصين في الكتاب والسنّة والدعوة والعقيدة والقراءات والإعلام، ولكل من ائتمن عليها، وقام بخدمتها.
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا إنك أنت العليم الحكيم.
اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل.
اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك ونحن نعلم ونعوذ بك أن نشرك بك ونحن لا نعلم.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.