الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل [وجوه التفاضل في الإيمان]
والتفاضل في الإيمان بدخول زيادة الإيمان والنقص فيه يكون من وجوه متعددة: (أحدها): الأعمال الظاهرة، فإن الناس يتفاضلون فيها، وتزيد وتنقص (1)، وهذا مما اتفق الناس على دخول الزيادة فيه والنقصان، لكن نزاعهم في دخول ذلك في مسمى الإيمان، فالنفاة يقولون: هو من ثمرات الإيمان ومقتضاه، فأدخل يه مجازًا بهذا الاعتبار، وهذا معنى زيادة الإيمان عندهم ونقصه، أي زيادة ثمراته ونقصانها، فيقال: قد تقدم أن هذا من لوازم الإيمان وموجباته، فإنه يمتنع أن يكون إيمان تام في القلب بلا قول ولا عمل ظاهر، وأما كونه لازمًا له أو جزءًا منه فهذا يختلف بحسب حال استعمال لفظ الإيمان مفردًا [أو](2) مقرونًا بلفظ الإسلام والعمل كما تقدم.
وأما قولهم: الزيادة في العمل الظاهر لا في موجبه ومقتضيه فهذا غلط، فإن تفاضل (3) معلول الأشياء ومقتضاها يقتضي تفاضلها في أنفسها، وإلا فإذا تماثلت الأسباب الموجبة لزم تماثل موجها ومقضاها، فتفاضل الناس في الأعمال الظاهرة يقتضي تفاضلهم في موجب ذلك ومقتضيه، ومن هذا يبين (4):
(الوجه الثاني): في زيادة الإيمان ونقصه: وهو زيادة أعمال القلوب ونقصها، فإنه من المعلوم بالذوق الذي يجده كل مؤمن، أن الناس يتفاضلون في حب الله ورسوله، وخشية الله (5)، والإنابة إليه، والتوكل عليه، والإخلاص له، وفي سلامة القلوب من الرياء والكبر والعجب، ونحو ذلك، والرحمة للخلق، والنصح لهم، ونحو ذلك من الأخلاق الإيمانية.
(1) في (م): "يزيد وينقص".
(2)
في نسخة الأصل و (م): "و".
(3)
في (ط): "التفاضل".
(4)
في (م): "تبين"، وفي (ط):"يتبين".
(5)
في (م): "وخشيته".
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار"(1).
وقال صلى الله عليه وسلم: "والله إني لأخاشكم لله وأعلمكم بحدوده"(2).
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"(3).
وقال له عمر رضي الله عنه: (يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي)، قال:"لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك"، قال:
(1) رواه البخاري برقم (16) كتاب الإيمان باب، ومسلم برقم (43) كتاب الإيمان باب، والترمذي برقم (2624) كتاب الإيمان، والنسائي برقم (4987) كتاب الإيمان وشرائعه، وابن ماجه برقم (4082)، وأحمد برقم (11591).
(2)
جاء عند البخاري في حديث الرهط الذين سألوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فكأنهم تقالوها: "أما والله إني لأخشاكم لله وأنقاكم له" رواه برقم (5063) كتاب النكاح باب الترغيب في النكاح، وروى مالك رحمه الله في الموطأ برقم (645) كتاب الصيام حديث الذي قبَّل امرأته في رمضان، وأرسل يسأل عن ذلك، فلما علم أن النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، قال: ومن منا مثل رسول الله، فغضب صلى الله عليه وسلم حين بلغه ذلك وقال:"والله إني لأتقاكم لله وأعلمكم بحدوده"، ورواه مسلم في صحيحه مختصرًا برقم (1108) 2/ 779 كتاب الصيام باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته.
(3)
رواه البخاري برقم (15) كتاب الإيمان باب حب الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان، ومسلم برقم (44) كتاب الإيمان باب وجوب محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين، وإطلاق عدم الإيمان على من لم يحبه هذه المحبة، والنسائي برقم (5013) كتاب الإيمان وشرائعه، وابن ماجه برقم (67) المقدمة، وأحمد برقم (3/ 1240).
فلأنت أحب إلي من نفسي، قال:"الآن يا عمر"(1).
وهذه الأحاديث ونحوها في الصحاح، وفيها بيان تفاضل الحب والخشية.
وقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165]، وهذا أمر يجده الإنسان في نفسه، فإنه قد يكون الشيء الواحد يحبه تارة أكثر مما يحبه تارة، ويخافه تارة أكثر مما يخافه تارة، ولهذا كان أهل المعرفة من أعظم الناس قولًا بدخول الزيادة والنقصان فيه، لما يجدون من ذلك في أنفسهم.
ومن هذا قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)} [آل عمران: 173]، وإنما زادهم طمأنينة وسكونًا.
وقال صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا"(2).
(الوجه الثالث): أن نفس التصديق والعلم الذي (3) في القلب يتفاضل باعتبار الإجمال والتفصيل، فليس تصديق من صدق الرسول مجملًا من غير معرفة منه بتفاصيل أخباره، كمن عرف ما أخبر به عن الله وأسمائه وصفاته والجنة والنار والأمم وصدقه في ذلك كله، وليس من التزم طاعته مجملًا ومات قبل أن يعرف تفصيل ما أمره به كمن عاش حتى عرف ذلك مفصلًا وأطاعه فيه.
(الوجه الرابع): أن نفس العلم والتصديق يتفاضل ويتفاوت، كما يتفاضل سائر صفات الحي من القدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام،
(1) رواه البخاري برقم (6632) كتاب الإيمان والنذور باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم وأحمد برقم (18482).
(2)
رواه الترمذي برقم (1162) كتاب الرضاع وقال: "حديث حسن صحيح"، وأبو داود برقم (4682) كتاب السنة، وأحمد برقم (7354)، والدارمي برقم (2792) كتاب الرقاق، وذكره الشيخ الألباني في صحيح أبي داود برقم (3917).
(3)
كلمة "الذي" ليست في (ط).
بل سائر الأعراض من الحركة والسواد والبياض ونحو ذلك، فإذا كانت القدرة على الشيء تتفاوت (1) وكذلك (2) الإخبار عنه يتفاوت، وإذا قال القائل: العلم بالشيء الواحد لا يتفاضل، كان بمنزلة قوله: القدرة على المقدور الواحد لا [تتفاضل](3)، وقوله: ورؤية الشيء الواحد لا [تتفاضل](4)، ومن المعلوم أن الهلال المرئي يتفاضل الناس في رؤيته، وكذلك سمع الصوت الواحد يتفاضلون في إدراكه، وكذلك الكلمة الواحدة يتكلم بها الشخصان ويتفاضلون في النطق بها، وكذلك شم الشيء الواحد وذوقه يتفاضل الشخصان فيه.
فما من صفة من صفات الحي وأنواع إدراكاته وحركاته، بل وصفات غير الحي (5) إلا وهي تقبل التفاضل والتفاوت إلى ما لا يحصره البشر، حتى يقال: ليس أحد من المخلوقين يعلم شيئًا من الأشياء مثلما يعلمه الله من كل وجه، بل علم الله تعالى بالشيء أكمل من علم غيره به كيف ما قدر الأمر، وليس تفاضل العلمين من جهة الحدوث والقدم فقط، بل من وجوه أخرى.
والإنسان يجد في نفسه أن علمه بمعلومه يتفاضل حاله فيه، كما يتفاضل حاله في سمعه لمسموعه، ورؤيته لمرئيه، وقدرته على مقدوره، وحبه لمحبوبه، وبغضه لبغيضه، ورضاه لمرضيه (6)، وسخطه بمسخوطه (7)، وإرادته لمراده، وكراهته (8) لمكروهه، ومن أنكر التفاضل في هذه الحقائق كان مسفسطًا (9).
(1) في (م): "يتفاوت".
(2)
في (ط): "فكذلك".
(3)
في نسخة الأصل و (م): "تفاضل"، وأثبتنا ما في (ط) لأنه أقرب إلى المعنى.
(4)
في نسخة الأصل و (م): "يتفاضل"؛ وأثبتنا ما في (ط) لأنه أقرب إلى المعنى.
(5)
العبارة في (م) و (ط): "بل وغير صفات الحي".
(6)
في (م) و (ط): "بمرضيه".
(7)
في (م) و (ط): "لمسخوطه".
(8)
في (ط): "وكراهيته".
(9)
يقول الفارابي في كتاب "إحصاء العلوم"(تحقيق الدكتور عثمان أمين) عن اسم السوفسطائية أو المسفسطة: "وهذا الاسم اسم للمهنة التي بها بقدر الإنسان على =
(الوجه الخامس): أن التفاضل يحصل من هذه الأمور من جهة الأسباب المقتضية لها، فمن كان مستند تصديقه ومحبته أدلة توجب اليقين، و [تبين](1) فساد الشبهة العارضة، لم يكن بمنزلة من كان تصديقه لأسباب دون ذلك، بل من حصل (2) له علوم ضرورية لا يمكن دفعها عن نفسه لم يكن بمنزلة من تعارضه الشبهة (3)، ويريد إزالتها بالنظر والبحث.
ولا يستريب عاقل أن العلم بكثرة الأدلة وقوتها، وبفساد الشبهة (4) المعارضة لذلك، وبيان بطلان حجة المحتج عليها، ليس كالعلم الذي هو الحاصل عن دليل واحد من غير أن يعلم الشبهة (5) العارضة (6) له، فإن الشيء كلما قويت أسبابه وتعددت، وانقطعت موانعه واضمحلت، كان أوجب لكماله وقوته وتمامه.
(الوجه السادس): أن التفاضل يحصل في هذه الأمور من جهة دوام ذلك وثباته وذكره واستحضاره، كما يحصل البغض من جهة الغفلة عنه،
= المغالطة والتمويه والتلبيس بالقول والإيهام. . " ص 24، ثم بين أن هذه اللفظة يونانية وأنها مركبة من كلمتين، من كلمة "سوفيا" وتعني الحكمة، وكلمة "اسطس" وتعني المموهة، ص 25، فيتلخص مما سبق أن السفسطة هي التمويه، أو الحكمة المموهة.
وقال الجرجاني في "التعريفات" ص 63: "السفسطة قياس مركب من الوهميات، والغرض منه تغليط الخصم وإسكانه، كقولنا: الجوهر موجود في الذهن، وكل موجود في الذهن قائم بالذهن عرض، لينتج أن الجوهر عرض".
وذكر المصنف في موضع آخر من مجموع الفتاوى (19/ 135) قولين فى سبب هذه التسمية:
الأول: أنه نسبة إلى مقدم لهم يقال له: سوفسطا، كما يذكره فريق من أهل الكلام.
الثاني: أنها كلمة معربة من اللغة اليونانية، ومعناها؛ الحكمة المموهة، يعنون الكلام الباطل الذي قد يشبه الحق.
(1)
في نسخة الأصل: يتبين، وأثبتنا ما في (م) و (ط) لأنه أقرب.
(2)
في (ط): "جعل".
(3)
في (ط): "الشبه".
(4)
في (م) و (ط): "الشبه".
(5)
في (م) و (ط): "الشبه".
(6)
في (م) و (ط): "المعارضة".
والإعراض والعلم والتصديق والحب والتعظيم وغير ذلك [فما](1) في القلب، هي صفات وأعراض وأحوال تدوم وتحصل بدوام أسبابها وحصول أسبابها، والعلم وإن كان في القلب [فالغفلة](2) تنافي تحقيقه (3)، والعالم بالشيء في حال غفلته عنه حاله فيه (4) دون حال (5) العالم بالشيء في ذكره له.
قال عمير بن حبيب الخطمي من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان يزيد وينقص قالوا وما زيادته ونقصه؟ قال: إذا حمدنا الله وذكرناه وسبحناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك نقصانه)(6).
(الوجه السابع): أن يقال ليس فيما يقوم بالإنسان من جميع الأمور أعظم تفاضلًا وتفاوتًا من الإيمان، فكلما [تقرر إثباته](7) من الصفات والأفعال مع تفاضله فالإيمان أعظم تفاضلًا من ذلك.
مثال ذلك: أن الإنسان يعلم من نفسه تفاضل الحب الذي يقوم بقلبه، سواء كان حبًا لولده أو لامرأته أو لرياسته أو وطنه أو صديقه أو صورة من الصور أو خيله أو بستانه أو ذهبه أو فضته وغير ذلك من أمواله.
فكما أن الحب أوله علاقة (8) لتعلق القلب بالمحبوب.
ثم صبابة (9) لانصباب القلب نحوه.
(1) في نسخة الأصل: "مما" وأثبتنا ما في (م) و (ط).
(2)
في نسخة الأصل، و (م):"والغفلة"، وأثبتنا ما في (ط) لأنه أقرب.
(3)
في (ط): تحققه.
(4)
كلمة (حاله فيه) ليست في (م) و (ط).
(5)
كلمة (حال) ليست فى (ط).
(6)
تقدم تخريج هذا الأثر ص 366.
(7)
في نسخة الأصل و (م): يقدر بإيمانه، وأثبتنا ما في (ط) لأنه الصواب.
(8)
قال في "القاموس المحيط"(1176): العلاقة يفتح ويكسر: الحب اللازم للقلب، وقال فى "الصحاح" (4/ 1531): بالفتح علاقة الحب.
(9)
قال في "القاموس المحيط (133) ": صبابة الشوق أو رقة الهوى، وقال في "الصحاح": الصبابة رقة الشوق وحرارته، يقال: رجل صب عاشق مشتاق، (1/ 161).
ثم غرام (1) للزومه القلب كما يلزم الغريم غريمه.
ثم يصير عشقًا (2).
إلى أن يصير تتيمًا، والتتيم التعبد، وتيم الله عبد الله (3)، فيصير القلب [عبد]، (4) للمحبوب مطيعًا له، لا يستطيع الخروج عن أمره.
وقد آل الأمر بكثير من عشاق الصور إلى ما هو معروف عند الناس، مثل من حمله ذلك على قتل نفسه وقتل معشوقه، أو الكفر والردة عن الإسلام، أو أفضى به إلى الجنون وزوال العقل، أو أوجب خروجه عن المحبوبات العظيمة من الأهل والمال والرياسة، أو أمرض جسمه وأضناه (5).
فمن قال: الحب لا يزيد ولا ينقص، كان قوله من أظهر الأقوال فسادًا، ومعلوم أن الناس يتفاضلون في حب الله أعظم من تفاضلهم في حب كل محبوب، فهو سبحانه اتخذ إبراهيم خليلًا، واتخذ محمدًا صلى الله عليه وسلم أيضًا خليلًا.
كما استفاض عنه أنه قال: "لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا
(1) الغرام: الولوع، القاموس المحيط (1475)، وفي الصحاح مثله، وقال: الغرام الشر الدائم والعذاب (5/ 1996).
(2)
العشق: إفراط في الحب أو مرض وسواسي يجلبه إلى نفسه بتسليط فكره على استحسان بعض الصور، القاموس المحيط (1174)، وقال في "الصحاح"(4/ 1525)، العشق فرط الحب.
(3)
التتيم: تيمته تتيمًا عبّدته وذللته، القاموس المحيط (1400)، وفي الصحاح: تيم الله عبد الله وأصله من قولهم تيمه الحب أي عبده وذلّله فهو متيم، (5/ 1879).
(4)
في نسخة الأصل: عبد، وهو خطأ، والتصحيح من (م) و (ط).
(5)
في (ط): أمراض جسمه وأسنانه. وأضناه من الضنا وهو المرض يقال: ضني بالكسر يضني ضنىً شديدًا، وأضناه المرض أي أدنفه وأثقله، الصحاح (6/ 2410)، وفي القاموس المحيط ضني مرض مرضًا مخامرًا كلما ظن برؤه نكس (1683).
لاتخذت أبا بكر خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله" (1)، يعني نفسه صلى الله عليه وسلم.
وقال: "إن الله اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا "(2)، والخلة (3) أخص من مطلق المحبة، فإن الأنبياء عليهم السلام والمؤمنون يحبون الله، ويحبهم الله، كما قال تعالى:{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} الآية [المائدة: 54].
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165].
وقد أخبر الله تعالى إن الله (4) يحب المتقين، ويحب المقسطين، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان مرصوص.
وقد (5) كان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر بحبه لغير واحد، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح أنه قال للحسن وأسامة:"اللهم إني أحبهما فأحبهما، وأحب من يحبهما"(6).
وقال له عمرو بن العاص: أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة"،
(1) رواه مسلم برقم (2383) كتاب فضائل الصحابة باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والترمذي برقم (3655) كتاب المناقب، وابن ماجه برقم (93) المقدمة، وأحمد برقم (3570) وقد رواه البخاري برقم (3654) كتاب المناقب باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "سدوا الأبواب كلها إلا باب أبي بكر. . .، وليس فيه قوله: ولكن صاحبكم خليل الله، وهذا الحديث قد استفاضت طرقه كما ذكر المؤلف، وحسبنا أنه من رواية جمع من الصحابة، منهم أبو سعيد الخدرى، وابن عباس، وعبد الله بن مسعود، وجندب بن عبد الله البجلي، وابن الزبير، وهؤلاء روايتهم في الصحيح، وأبو هريرة، وأبو المعلى الأنصاري، وغيرهما في غير الصحيحين. وهذه الاستفاضة شاهدة على مكانة الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وأنه أفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم.
(2)
رواه مسلم برقم (532) كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب، وابن ماجه برقم (141) المقدمة.
(3)
قال في "القاموس المحيط": الخل والخلة بكسرهما أي: المصادقة والإخاء، والخلة أيضًا: الصديق، للذكر والأنثى، والخل بالكسر والضم: الصديق المختص (1285).
(4)
في (ط): "أنه".
(5)
كلمة "قد" ليست في (ط).
(6)
رواه البخاري برقم (3747) كتاب المناقب باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وأحمد برقم (21321).