الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليه لم يقل ما خرج به عن الجماعة، لكن سماه منافقًا على الوجه الَّذي ذكرناه، والنفاق كالكفر، نفاق دون نفاق.
[أنواع الشرك والكفر، وما ينقل عن الملة وما لا ينقل]
ولهذا كثيرًا ما يقال: كفر ينقل عن الملة، وكفر لا ينقل، ونفاق أكبر، ونفاق أصغر كما يقال: الشرك شركان: شرك أكبر وأصغر (1).
وفي صحيح أبي حاتم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل، فقال أبو بكر: يا رسول الله كيف ننجو منه، وهو أخفى من دبيب النمل؟ فقال: ألا أعلمك كلمة إذا قلتها نجوت من دقه وجله، قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم"(2).
وفي الترمذي وغيره (3) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "من حلف بغير الله فقد أشرك"(4) قال الترمذي: "حديث حسن".
= ابن الراوندي الملحد" (118)، وقد ذكر القاضي عبد الجبار المعتزلي في "شرح الأصول الخمسة" (714) أن عمر بن عبيد أحد رؤوس المعتزلة الكبار قد ناظر الحسن البصري رحمه الله في تلك المسألة، والله أعلم بحقيقة الحال.
(1)
في (ط): "أصغر وأكبر".
(2)
هذا الحديث من رواية صحابيين جليلين، وهما أبو بكر الصديق، وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما، فرواية أبي بكر رواها بالإضافة إلى ابن أبي حاتم، أبو يعلى في مسنده برقم (58) 1/ 60، والبخاري في الأدب المفرد برقم (716) 250، ورواه الحافظ أبو القاسم إسماعل بن محمد الأصبهاني في كتابه "الترغيب والترهيب" برقم (206)، وقال عنه محققه:"في إسناده بحر بن كنيز وهو ضعيف، انظر التقريب (1/ 93) "، وذكره الشيخ الألباني في صحيح الجامع برقم (3731).
ورواه أحمد في مسنده برقم (19109) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "أيها الناس اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئًا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه، إسناده لا بأس به. ورواه كذلك البخاري في الكنى برقم (509) ص 58.
(3)
كلمة (وغيره) ليست في (ط).
(4)
رواه الترمذي برقم (1535) كتاب النذور والأيمان، ولفظه:(من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك)، وأبو داود برقم (3251) كتاب الإيمان والنذور، وأحمد =