الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[مأخذ الاستثناء عند الأشعري]
والإيمان المطلق عنده ما تحصل به الموافاة، والاستثناء عنده يعود إلى ذلك، [لا](1) إلى الكمال والنقصان والحال، وقد منع أن [يطلق](2) القول بأن الإيمان مخلوق، أو غير مخلوق (3)، وصنف في ذلك مصنفاً معروفاً ذلك (4) عند أهل السنة في كتاب "المقالات"، وقال إنه يقول بقولهم.
[مذهب الماتريدي في الإيمان]
وقد ذهب طائفة من متأخري أصحاب أبي حنيفة، كأبي منصور الماتريدي (5) وأمثاله إلى نظير هذا القول في الأصل، وقالوا: إن الإيمان هو ما في القلب، وأن القول الظاهر شرط لثبوت أحكام الدنيا، لكن هؤلاء يقولون بالاستثناء ونحو ذلك، كما عرف من أصلهم (6).
(1)"لا" ليست في نسخة الأصل.
(2)
في نسخة الأصل: "مطلق". والتصحيح من (م) و (ط).
(3)
ذكر الأشعري هذا القول في معرض حكايته لقول أصحاب الحديث وأهل السنة، مقالات الإسلاميين (1/ 347)، أما الماتريدي فقد مال إلى أنه مخلوق، كتاب التوحيد (386)، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تفصيل في مجموع الفتاوى (7/ 664) حيث يقول:"وإذا قال: الإيمان مخلوق أو غير مخلوق؟ قيل له: ما تريد بالإيمان؟ أتريد به شيئاً من صفات الله وكلامه، كقوله لا إله إلا الله، وإيمانه الذي دل عليه اسمه المؤمن، فهو غير مخلوق، أو تريد شيئاً من أفعال العباد وصفاتهم، فالعباد كلهم مخلوقون، وجميع أفعالهم وصفاتهم مخلوقة. . . ".
(4)
كلمة "ذلك" ليست في (ط).
(5)
أبو منصور الماتريدي هو محمد بن محمد بن محمود، من أئمة علماء الكلام، وسمي بالماتريدي نسبة إلى محلة ماتريد بسمرقند، تنتسب له الطائفة الماتريدية، وجلهم من الأحناف، لأن أبا منصور كان حنفياً كما ذكر المؤلف، له من التصانيف "التوحيد"، و"أوهام المعتزلة" و "الجدل" و"تأويلات أهل السنة" وغيرها من المؤلفات، توفي بسمرقند عام 333 هـ.
الفوائد البهية في تراجم الحنفية للكنوي (195) كشف الظنون (6/ 36)، وانظر ترجمة الدكتور فتح الله خليف له في مقدمة كتابه "الوحيد".
(6)
من الغريب حقاً أن الماتريدية وهم أحناف، خالفوا ما عرف عن إمامهم أبي حنيفة وأئمتهم الأوائل، الذين يجعلون الإيمان ركنين اثنين: تصديق القلب، وقول اللسان، فأزالوا هذا الركن الثاني وهو قول اللسان، وجعلوه دليلاً على تصديق القلب، وشرطاً لثبوت أحكام الدنيا على العبد كما قال المؤلف.
يقول أبو منصور الماتريدي في كتاب "التوحيد" نافياً أن يكون قول اللسان من =