الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[التومنية]
10 -
الفرقة العاشرة من المرجئة: أصحاب أبي معاذ التومني (1) يزعمون: أن الإيمان ترك ما عظم من الكبائر، وهو اسم لخصال إذا تركها التارك، أو ترك خصلة منها كان كافرًا، فتلك الخصلة التي يكفر بتركها إيمان، وكل طاعة إذا تركها التارك لم يجمع المسلمون على كفره (2)، فتلك الطاعة شريعة من شرائع الإيمان، تاركها إن كانت فريضة يوصف بالفسق، فيقال له: إنه يفسق، ولا يسمى بالفسق، ولا يقال فاسق، وليس (3) تخرج الكبائر من الإيمان إذا لم تكن كفرًا، وتارك الفرائض مثل الصلاة والصيام والحج على الجحود بها، والرد لها، والاستخفاف بها، [كافر](4) بالله، وإنما كفر للاستخفاف والرد والجحود، وإن تركها غير مستحل لتركها مشاغلًا مسوفًا، يقول: الساعة أصلي، وإذا فرغت من لهوي وعملي، فليس بكافر، وإن كان يصلي يومًا ووقتًا من الأوقات، ولكن نفسقه.
وكان أبو معاذ يقول: من قتل نبيًا أو لطمه كفر، وليس من أجل اللطمة كفر، ولكن من أجل الاستخفاف والعداوة والبغض له.
[المريسية أصحاب بشر المريسي]
و11 - الفرقة الحادية عشرة (5) من المرجئة: أصحاب بشر المريسي (6)
= 7 - إطلاق نصوص الإيمان على العمل أهو حقيقة أم مجاز؟ فالسلف يقولون: حقيقة وهؤلاء يقولون: مجاز.
8 -
وهؤلاء يقولون: يجوز أن يقول أحد: أن إيماني كإيمان جبريل، والسلف يقولون: لا يجوز.
ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي (2/ 416).
ولب الخلاف بين السلف وهؤلاء المرجئة: أن السلف يرون أن تارك العمل (جنس العمل) بالكلية كافر باطنًا وظاهرًا، أما هؤلاء يرونه مؤمنًا ناجيًا في الآخرة.
وقد سبق الحديث أثناء الدراسة التحليلية عن موقف المصنف رحمه الله تعالى من هذا الخلاف.
(1)
أبو معاذ التومني من أئمة المرجئة، وإمام الفرقة التومنية من فرقها، لم أجد من أفاض في ترجمته أكثر من كتاب الفرق والنحل، مقالات الإسلاميين (1/ 321)، الفرق بين الفرق (303)، الملل والنحل (144).
(2)
في (ط): "تكفيره".
(3)
في (ط): "وليست".
(4)
في نسخة الأصل: "كافرًا"، والتصحيح من (م) و (ط).
(5)
في (ط): الحادية عشرة.
(6)
هو بشر بن غياث بن أبي كريمة العدوي المريسي، من كبار رؤوس الابتداع =
[مذهب ابن الراوندي]
يقولون: إن الإيمان هو التصديق لأن الإيمان في اللغة هو التصديق، وما ليس بتصديق (1) فليس بإيمان، ويزعمون (2) أن التصديق يكون بالقلب وباللسان جميعًا، وإلى هذا القول كان يذهب ابن الراوندي (3).
وكان ابن الرواندي يزعم أن الكفر هو الجحد والإنكار والستر و [التغطية](4)، وليس يجوز أن يكون كفرًا (5) إلَّا ما كان في اللغة كفرًا، ولا يجوز أن يكون (6) إيمانًا إلَّا ما كان في اللغة إيمانًا، وكان يزعم أن
= والضلال، ومن أئمة الاعتزال، لم يدرك جهم بن صفوان، بل تلقف مقالاته من أتباعه، اشتد نكير السلف عليه، حتى كفره كثير منهم بسبب جملة من بدعه ومفترياته، بل اتهمه بعضهم بالزندقة -وقد كان أبوه يهوديًّا- وهو الَّذي قرر القول بخلق القرآن، ودعا إليه، وهو إمام لهذه الفرقة من المرجئة التي ذكرها الأشعري، ذكر له الذهبي مصنفات، منها:"الإرجاء" و"الرد على الخوارج" و"الاستطاعة" و"كفر المشبهة" و"المعرفة" و"الوعيد" وغيرها التي بث خلالها معتقداته الباطلة، هلك بشر سنة 218 هـ. الفرق بين الفرق (192)، تاريخ بغداد (7/ 56)، وأطال الخطيب في ترجمته، وفيات الأعيان (1/ 277)، سير أعلام النبلاء (10/ 199)، ميزان الاعتدال (1/ 322)، البداية والنهاية (10/ 294)، لسان الميزان (2/ 29)، شذرات الذهب (2/ 44).
(1)
عبارة "وما ليس بتصديق" ليست في (م).
(2)
في (م) و (ط) والمقالات: "يزعم".
(3)
هو أحمد في يحيى بن إسحاق الراوندي -أو الريوندي كما قال بعضهم-، الملحد عدو الدين، صاحب التصانيف في الحط على الملة، كما يقول الحافظ الذهبي، كان أبوه يهوديًا فأظهر الإسلام -كحال بشر المريسي وهذه مسألة ينبغي تتبعها، وليس هذا بغريب على اليهود وغيرهم من أعداء الإسلام أن يتظاهروا بالدخول فيه حتَّى يفسدوا المسلمين-، وذكر أنَّه كان معتزليًا حتَّى وصل إلى ما وصل إليه، صنف كتبًا تنضح بالكفر والزندقة والإلحاد، منها كتابه "الدامغ" في الرد على القرآن الكريم، وكتابًا في الرد على الشريعة والاعتراض عليها، سماه "الزمردة"، يقول ابن الجوزي رحمه الله "كنت أسمع عنه بالعظائم، حتَّى رأيت له ما لم يخطر على قلب" وألف مؤلفًا يثبت فيه قدم العالم ونفي الصانع، وقد تولى جماعة من المعتزلة الرد عليه، ونقض كثير مما أبرمه في مصنفاته هلك سنة: 298 هـ، وقيل إنه أخذ وصلب، والأول أشهر. مقالات الإسلاميين (1/ 240)، المنتظم لابن الجوزي (6/ 99)، سير أعلام النبلاء (14/ 59)، البداية والنهاية (11/ 120)، لسان الميزان (1/ 323)، شذرات الذهب (3/ 175).
(4)
في نسخ الأصل الكلمة غير واضحة، وتقرأ كأنها القطيعة، والتصحيح من (م) و (ط).
(5)
في (ط) والمقالات: "الكفر".
(6)
كلمة "يكون" ليست في (ط).