الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَعْتَمَّ بِالْعِمَامَةِ، وَلَا يَجْعَلَ مِنْهَا شَيْئًا تَحْتَ ذَقَنِهِ. وَيُقَالُ لِلْعِمَامَةِ الْمُقْعَطَةُ، وَفِي الْقَامُوسِ: اقْتَعَطَ تَعَمَّمَ وَلَمْ يُدِرْ تَحْتَ الْحَنَكِ وَكَمِكْنَسَةِ الْعِمَامَةِ. انْتَهَى.
وَقَالَ عُلَمَاؤُنَا: الْعِمَامَةُ الْمُحَنَّكَةُ هِيَ الَّتِي يُدَارُ مِنْهَا تَحْتَ الْحَنَكِ كَوْرٌ أَوْ كَوْرَانِ بِفَتْحِ الْكَافِ سَوَاءٌ كَانَ لَهَا ذُؤَابَةٌ أَوْ لَا، وَهَذِهِ عِمَامَةُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى عَهْدِهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ أَكْثَرُ سِتْرًا وَيَشُقُّ نَزْعُهَا؛ فَلِذَلِكَ جَازَ الْمَسْحُ عَلَيْهَا، وَاَللَّهُ - تَعَالَى - أَعْلَمُ.
مَطْلَبٌ: حُكْمُ لُبْسِ الطَّيْلَسَانِ
الْحَادِي عَشَرَ: لَمْ يَسْتَحِبَّ عُلَمَاؤُنَا لُبْسَ الطَّيْلَسَانِ بَلْ كَرِهُوا لُبْسَ الْمُقَوَّرِ مِنْهُ.
قَالَ فِي الْإِقْنَاعِ وَالْمُنْتَهَى: وَكُرِهَ لِرَجُلٍ لُبْسُ الطَّيْلَسَانِ، وَهُوَ الْمُقَوَّرُ، وَفِي الْإِنْصَافِ: يُكْرَهُ الطَّيْلَسَانُ فِي أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ.
قَالَ فِي التَّلْخِيصِ وَابْنُ تَمِيمٍ: وَكُرِهَ الطَّيْلَسَانُ وَاقْتُصِرَ عَلَيْهِ.
زَادَ فِي التَّلْخِيصِ: وَهُوَ الْمُقَوَّرُ.
وَالْوَجْهُ الثَّانِي: لَا يُكْرَهُ يَلِ يُبَاحُ، وَقَدَّمَهُ فِي الرِّعَايَةِ وَالْآدَابِ.
وَأَطْلَقَهُمَا فِي الْفُرُوعِ.
وَقَالَ فِي الْآدَابِ: قِيلَ يُكْرَهُ الْمُقَوَّرُ وَالْمُدَوَّرُ، وَقِيلَ وَغَيْرُهُمَا غَيْرُ الْمُرَبَّعِ.
قَالَ فِي شَرْحِ الْمُنْتَهَى وَغَيْرِهِ: وَإِنَّمَا يُكْرَهُ الْمُقَوَّرُ دُونَ سَائِرِهَا؛ لِأَنَّهُ يُشْبِهُ لُبْسَةَ رُهْبَانِ الْمَلَكِيِّينَ مِنْ النَّصَارَى.
قَالَ الْإِمَامُ الْمُحَقِّقُ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي الْهَدْيِ: لَمْ يُنْقَلْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَبِسَهُ يَعْنِي الطَّيْلَسَانَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، بَلْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم «أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ: يَخْرُجُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ» .
وَرَأَى أَنَسٌ جَمَاعَةً عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ.
فَقَالَ: مَا أَشْبَهَهُمْ بِيَهُودِ خَيْبَرَ، وَمِنْ هُنَا كَرِهَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ لِمَا رَوَى أَبُو دَاوُد. وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:«مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» . وَفِي التِّرْمِذِيِّ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا» .
قَالَ: وَأَمَّا مَا جَاءَ فِي حَدِيثِ الْهِجْرَةِ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم جَاءَ إلَى
أَبِي بَكْرٍ مُتَقَنِّعًا بِالْهَاجِرَةِ فَإِنَّمَا فَعَلَهُ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ السَّاعَةَ لِيَخْتَفِيَ بِذَلِكَ لِلْحَاجَةِ مِنْ حَرٍّ وَنَحْوِهِ انْتَهَى.
وَعُورِضَ بِأَنَّهُ قَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي الشَّمَائِلِ وَابْنُ سَعْدٍ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ وَالْخَطِيبِ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ قَتَادَةَ كِلَاهُمَا عَنْ أَنَسٍ وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنهما «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكْثِرُ التَّقَنُّعَ» وَلَفْظُ التِّرْمِذِيِّ وَسَهْلٍ " الْقِنَاعُ " وَفِي لَفْظٍ «مَا رَأَيْت أَدْوَمَ قِنَاعًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» زَادَ أَنَسٌ «حَتَّى كَأَنَّ ثَوْبَهُ ثَوْبُ زَيَّاتٍ أَوْ دَهَّانٍ» وَلَفْظُ الْخَطِيبِ «كَأَنَّ مِلْحَفَتَهُ مِلْحَفَةُ زَيَّاتٍ» وَهَذَا الْحَدِيثُ بِاعْتِبَارِ طُرُقِهِ وَشَوَاهِدِهِ حَسَنٌ، وَعُورِضَ قَوْلُهُ رحمه الله وَرَضِيَ عَنْهُ:" وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ " بِأَنَّهُ قَدْ فَعَلَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم بِحَضْرَتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ مِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهم.
وَرَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي يَوْمِ عِيدٍ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يَمْشِي مُتَلَثِّمًا بِبُرْدٍ قَطَرِيٍّ.
وَرَوَى الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ فِتْنَةً وَمَرَّ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ» ، وَفِي لَفْظٍ «بِرِدَائِهِ فَقَالَ: هَذَا يَوْمَئِذٍ عَلَى الْهُدَى فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ رضي الله عنه» .
وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ عَنْ الْعَلَاءِ قَالَ: رَأَيْت الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما يُصَلِّي، وَهُوَ مُقَنَّعٌ.
وَفِي شُعَبِ الْبَيْهَقِيّ عَنْ خَالِدِ بْنِ خِدَاشٍ قَالَ: جِئْت مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ