الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حتى خرجت» أخرجاه (1) وقد تقدم في الحيض حكم المرأة إذا حاضت أو نفست في الحج في باب ما جاء أن الحائض والنفساء تفعل مناسك الحج كلها غير أن لا تطوف بالبيت.
[8/65] باب ما جاء أن من خرج حاجًا أو معتمرًا فمات
كتب له أجر الحاج أو المعتمر
3332 -
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج حاجًا فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة، ومن خرج معتمرًا فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة» رواه أبو يعلى (2) من رواية محمد بن إسحاق وبقية إسناده ثقات، ومحمد بن إسحاق قال في "الكاشف": حديثه فوق الحسن وقد صححه جماعة، وقال في "المغني": محمد بن إسحاق صدوق قوي الحديث إمام لا سيما في السير، وقال في "التقريب": صدوق وسيأتي هذا الحديث في كتاب الجهاد.
[8/66] باب ما يقول من قدم من حج أو غيره أو أراد سفرًا
وما جاء في توديع المسافر
3333 -
(1) البخاري (2/587)(1546)
(2)
أبو يعلى (11/238)(6357) ، وهو عند الطبراني في "الأوسط"(5/282) .
متفق عليه (1)، ولمسلم (2) :«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من الجيوش أو السرايا أو الحج أو العمرة، أو أوفى على ثنية أو فَدْفَد كبر ثلاثًا» وفي رواية: مرتين، وأخرجه "الموطأ" وأبو داود (3) وفي رواية الترمذي (4) عِوَض:«ساجدون، سائحون» وقال: حسن صحيح.
3334 -
وعن أبي موسى قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الناس أَرْبِعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم» أخرجاه (5)، وأخرجه الترمذي (6) بلفظ:«كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فلما قفلنا أشرفنا على المدينة فكبر الناس تكبيرة رفعوا بها أصواتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ربكم تبارك وتعالى ليس بأصم ولا غائب هو بينكم وبين رحالكم» وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، ولأبي داود (7) معناه.
(1) البخاري (2/637، 3/1091، 4/1510، 5/2346)(1703، 2833، 3890، 6022) ، مسلم (2/980)(1344) ، أحمد (2/5، 15، 21، 38، 63، 105) .
(2)
مسلم (2/980)(1344) .
(3)
مالك في "الموطأ"(1/421)(942) ، أبو داود (3/88)(2770) ، وهو عند ابن حبان (6/424)(2707) ، و، والنسائي في "الكبرى"(5/236) .
(4)
الترمذي (3/285)(950) .
(5)
البخاري (3/1091، 4/1541، 5/2346، 6/2437، 2690)(2830، 3968، 6236، 6952) ، مسلم (4/2076)(2704) ، أحمد (4/417)
(6)
الترمذي (5/509)(3461) ، وهي عند ابن خزيمة (4/149)(2563) ، والنسائي في "الكبرى"(4/398، 6/97، 142) .
(7)
أبو داود (2/87)(1526) .
3335 -
وعن ابن عمر «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر حمد الله تعالى وسبح وكبر ثلاثًا ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إني أسألك في سفرنا هذا البِّر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هوِّن علينا سفرنا هذا واطو لنا بعد الأرض، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في الأهل والمال وإذا رجع قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا ساجدون» رواه مسلم والترمذي (1) بعد قوله: «في الأهل، اللهم أصحِبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا وكان يقول إذا رجع إلى أهله آيبون إن شاء الله تائبون عابدون لربنا حامدون» .
3336 -
وعن عبد الله بن سَرْجِس قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ومن الحَوْر بعد الكَوْر ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال» ومن الرواة من قال في أوله: «اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر» رواه مسلم والنسائي (2)، وفي رواية الترمذي (3) وقال: حسن صحيح «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يقول: اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل،
(1) مسلم (2/978)(1342) ، الترمذي (5/501)(3447) ، وهو عند أبي داود (3/33)(2599) ، وابن حبان (6/413)(2696) ، وابن خزيمة (4/141)(2542) ، وأحمد (2/144) .
(2)
مسلم (2/979)(1343) ، النسائي (8/272) ، وهو عند ابن خزيمة (4/138)(2533) ، وأحمد (5/82، 83) ، وابن ماجه (2/1279)(3888) .
(3)
الترمذي (5/497)(3439) .
اللهم اصحبنا في سفرنا واخلفنا في أهلنا، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر» .
3337 -
وعن علي رضي الله عنه: «أنه لما وضع رجله على الركاب قال: باسم الله فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا منقلبون ثم قال: الحمد لله ثلاث مرات ثم قال: الله أكبر ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك فقال يا أمير المؤمنين مم ضحكك؟ قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع كما صنعت ثم ضحك فقلت من أي شيء ضحكت يا رسول الله؟ قال: إن ربك يعجب من عبده إذا قال اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك» أخرجه الترمذي (1) وقال: حسن غريب ولأبي داود (2) : «يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري» وكذا في نسخة من الترمذي وقال: حسن صحيح.
3338 -
وعن أنس قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد السفر فزودني، قال: زودك الله التقوى: قال: زدني، قال: وغفر لك ذنبك، قال: زدني بأبي أنت وأمي؟ قال: ويسر لك الخير حيثما كنت» أخرجه الترمذي (3) وقال: حسن غريب وفي نسخة حسن صحيح.
(1) الترمذي (5/501)(3446) .
(2)
أبو داود (3/34)(2602) ، وهو عند أحمد (1/97، 128) ، وابن حبان (6/415)(2698) ، والحاكم (2/108) ، والنسائي في "الكبرى"(5/248، 6/129) ، وأبي يعلى (1/439) .
(3)
الترمذي (5/500)(3444) ، وهو عند ابن خزيمة (4/138)(2532) ، والحاكم (2/107) ، والدارمي (2/372) .
3339 -
وعن أبي هريرة: «أن رجلًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إني أريد السفر فأوصني؟ قال: عليك بتقوى الله والتكبير على كل شَرِف، فلما ولَّى الرجل قال: اللهم اطو له البعيد وهون عليه السفر» رواه الترمذي (1) وقال: حسن غريب.
3340 -
وعن ابن عمر: «قال لرجل أراد السفر هلم أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا، أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك، قل قبلت ورضيت فقال الرجل: قبلت ورضيت ثم قال: قل مثلما قلت لك ففعل» رواه الترمذي (2) وقال: حسن صحيح غريب، وفي رواية له (3) :«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ودع رجلًا أخذ بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أستودع الله دينك وأمانتك وآخر عملك» ، وقال الترمذي: غريب.
3341 -
وعن خولة بنت حكيم قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «من نزل منزلًا ثم قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله» رواه مسلم و"الموطأ" والترمذي وصححه (4) .
(1) الترمذي (5/500)(3445) .
(2)
الترمذي (5/499)(3443) ، وهو عند ابن خزيمة (4/137) ، والحاكم (1/610، 2/106) ، والنسائي في "الكبرى"(5/250، 6/130) ، وأبي داود (3/34)(2600) ، وأحمد (2/7، 25، 38، 136) .
(3)
الترمذي (5/499)(3442) .
(4)
مسلم (4/2080)(2708) ، مالك في "الموطأ"(2/978)(1763) ، الترمذي (5/496)(3437) ، وهو عند ابن خزيمة (4/150) ، والنسائي في "الكبرى"(6/144) ، وأحمد (6/377، 378) .
قوله: «شرف البيدا» الشرف ما ارتفع من الأرض. قوله: «هلم» يعني تعال وأقبل. قوله: «آيبون» آب يئوب إذا رجع والسرايا جمع سرية وهي طائفة من العسكر ينفذ في الغزو. قوله: «أوفى على ثنية» أي: أشرف وأطلع، والثنية المرتفع من الأرض كالنشز الرابية، وهي العقبة في الجبل، وقيل: طريق بين جبلين، فدفد هي الأرض المستوية «مقرنين» أي: مقتدرين عليه سائحون أي صائمون ومنه قوله تعالى: ((الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ)) [التوبة:112] وإنما قيل للصائم سائح؛ لأن الذي يسيح في الأرض متعبدًا يذهب ولا زاد له فحين يجد الزاد يطعم والصائم يمضي نهاره ولا يطعم شيئًا فشبه به. قوله: «وعثًا» هو التعب والمشقة. قوله: «كآبة المنظر وسوء المنقلب» الكآبة الحزن، والمنقلب المرجع وذلك أن يعود من سفره حزينًا كئيبًا، أو يصادف ما يحزنه في أهل ومال، والمنظر من أهله وماله. قوله:«الحور بعد الكور» الحور النقصان، والكور بالراء المهلمة: الزيادة من تكوير العمامة يعني من الانتقاص بعد الزيادة والاستكمال ويروى الكون بالنون مصدر كان يكون كونًا من كان التامة أي التغيير بعد الثبات والاستقرار. قوله: «دينك وأمانتك» جعل دينه من الودائع لأن السفر يصيب فيه المشقة والتعب والخوف فيكون ذلك سببًا لإهمال بعض الأمور المتعلقة بالدين فدعا له بالمعونة والتوفيق فيها، وأما الأمانة هاهنا فهي أهل الرجل وماله ومن يخلفه. قوله:«خواتيم عملك» خواتيم العمل آخره جمع خاتمة. قوله: «كلمات الله التامة» وصف كلماته تعالى بالتمام إذ لا يجوز أن يكون شيئًا من كلامه ناقصًا، ولا فيه عيب كما يكون في كلام الآدميين وقيل معنى التمام هاهنا أن ينتفع بها المتعوذ من الآفات.