الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وخمسين دينارا. وصرف أبو الخير المسيحي من الخدمة، وقد كانت منزلته قبل ذلك جليلة عنده، ومحلّه مرتفعا، ووصله هبات وصلات عظيمة، فمن جملتها أنه أعطاه خزانة كتب الأجل أمين الدولة ابن التلميذ، وكان قد مرض الناصر مرارا وبرأ على يديه، فحصل له جملة وافرة.
ثم توفي الشيخ أبو الخير في أيام الناصر فقيل له: إنه قد توفي وترك ولدا متخلفا، وعنده جملة عظيمة من المال.
فقال: لا يعترض ولده فيما ورثه من أبيه، فما خرج من عندنا لا يعود إلينا.
ومنهم:
104- أبو الفرج ابن توما
«13»
وهو: صاعد بن [يحيى بن]«1» هبة الله بن توما النصراني [أبو الكرم] البغدادي.
توصّل بنجاح فنجح، ومتّ بصلاح عمله فبجح، وعدل بالآباء فرجح، وملك رياسة الأطبّاء فنجح، وورث ببلاد العراق بخت بختيشوعها، وحاز ما جرّ جرجيس إليه من مدد ينبوعها، وأبقى له يعقوب بن إسحاق أخو كندة ما كان أبقاه ليوسفه، وخلّى له أحمد بن الطيب فتى سرخس ما خصّ نصيبه من طيب مخلفه.
قال ابن أبي أصيبعة «1» :" كان من أكابر الأطباء، وخدم نجاح الشرابي «2» ، ثم صار وزيره وكاتبه، ثم دخل إلى الناصر وكان يشارك أطباءه في معالجته، ثم حظي عنده الحظوة التامة، وسلّم إليه عدّة جهات يخدم بها، وكان فيها عدّة دواوين وكتاب.
وقتله بعض الجند المرتزقين تحت يده، وقيل الخليفة، فنكبه وأبقى أملاكه وعروضه لولده، وحمل ما خلفه من المال العين إلى الخزانة، وكان ثمانمائة ألف وثلاثة عشر ألف دينار! ".
قال ابن القفطي- وقد ذكره وأثنى عليه- «3» :" إنه كان قد تقدّم في أيام الناصر إلى أن كان بمنزلة الوزراء، والأمراء، واستوثقه على حفظ أمواله وأموال خواصّه، وكان يودعها، وكان يظهر له في كل وقت، ويرسله في أمور خفية إلى وزرائه، وكان جميل المحضر، حسن التوسط، قضيت على يده حوائج، وكفيت شرور، ولم ير له غير شاكر ناشر".