الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
16- ابن الخمّار
«13»
وهو أبو الخير الحسن بن سوار بن بابا [بن بهنام]«1» .
طبيب شفى طبّه الأمراض، وكفى قربه منافيا للأعراض، لم يوجد في كلامه الفضول، ولم يوجد إلا الفصول، وقع بحدسه الصائب على الوجع، واستعاد ذاهب الصحة وارتجع، وأحسن الاستدلال بالعلامات، والاستقلال بعلاج من حيي ومات، ولم يزل وما إن طرّ شاربه «2» ، ولا استقل بحبله غاربه «3» ، مكبا على الطلب، وقد وكّل به منه طرفا لا يهجع، وإنسان عين بسوى فقد النظر لا يفجع، حتى انتقلت إلى أحناء صدره تلك الأوقار «4» ، وبقي على هذا حتى تقضّت تلك اللبانات والأوطار «5» .
قال ابن أبي أصيبعة:" كان نصرانيا «1» عالما بأصول صناعة الطب وفروعها، خبيرا بغوامضها، كثير الدراية لها، ماهرا في الحكمة، وكان في نهاية الذكاء والفطنة".
قال ابن رضوان في" حل شكوك الرازي على جالينوس" ما هذا نصه: كما فعل في عصرنا هذا الحسن بن بابا، المعروف بابن الخمار، فإنه وصل بالطب إلى أن قيل له: محمود الملك للأرض. وكان محمود عظيما جدا، وذلك أن هذا الرجل فيلسوف حسن العقل، حسن المعرفة، حسن السياسة لفقهاء الناس، ورؤساء العوام، والعظماء، والملوك، وكان إذا دعاه زاهد مشى إليه راجلا، وقال له: جعلت هذا المشي كفارة لمروري إلى أهل الفسق والجبابرة. وإذا دعاه السلطان ركب إليه في زي الملوك والعظماء، حتى ربما حجبه ثلاث مائة غلام، يركب الخيل الجياد بالملابس البهية، ووفى الصناعة حقها في اللين للضعفاء، والتعاظم على العظماء، وهذه كانت طريقة أبقراط وجالينوس، وغيرهما من الحكماء «2» .