الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقبل قولي في تركها، ولا أحسبه يبلغ إلى فيد «1» حتى يحدث في دماغه اليبس ما لا يكون عندي ولا عند أحد من المتطبّبين حيلة في ترطيبه. فليس يبلغ" فيد"- إن بلغها- إلا مريضا. ولا يبلغ مكة- إن بلغها- وبه حياة!.
قال إسماعيل بن أبي سهل: قال لي أبي: فو الله! ما بلغ المنصور" فيد" إلا وهو عليل، ولا وافى مكة إلا وهو ميت، ودفن ببئر ميمون «2» .
ومنهم:
69- عبد الله الطيفوري
«13»
هبت له رياح ثم سكنت، وتنبّهت له عيون رباح ثم وسنت «3» ، وانتعش جدّه الخامل، ثم غلب عليه الخمول، ورنح «4» غصنه المائل ثم عاجله
الذبول، وظنّ أن بارقته «1» ممطرة وقد رأى ركامها «2» ، وأمّل رهامها «3» ، فما سقته إلا رشاشا، ولا أقامته إلا وسقط يتغاشى.
قال ابن أبي أصيبعة «4» :" كان حسن العقل، طيّب الحديث، على لكنة سواديّة «5» كانت في لسانه شديدة.
وكان مولده في بعض قرى" كسكر"«6» ، وكان أحظى خلق الله عند الهادي «7» .
قيل: إنه كان مولى الخيزران، والأصح: أنه كان مطبّبا لأخيها طيفور، فنسب إليه. ولما وجّه المنصور المهديّ إلى الري لمحاربة من بها، حمل معه الخيزران، وهي حامل بموسى، وخرج معها طيفور، والطيفوري معه، ولم تكن الخيزران شعرت بالحمل، فبعثت قارورة لها تريها الأطباء، فأتت الجارية بها أبا قريش الصّيدلاني،