الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأوقات، فقال له: يا أبا نصر! ليس والله! تبرح من عندي، أو تبري عيني.
وأريدها تبرأ إلى يوم واحد، وأبرمه. قال: فسمعت أبا نصر يتحدّث أنه قال له:
إن «1» أردت أن تبرأ فتقدم إلى الغلمان والفراشين أن يأتمروني دونك في هذا اليوم، وما منهم من يخالفني في أمري إلا قتلته، ففعل بختيار ذلك؛ فأمر أبو نصر أن يحضر إجّانة «2» مملوءة عسل الطبرزد «3» ، فلما حضر غمس يدي بختيار فيه، ثم بدأ يداوي عينيه بالشياف «4» الأبيض، وما يصلح الرمد، وجعل بختيار يصيح بالغلمان، فلا يجيبه أحد، ولم يزل كذلك يكحله إلى آخر النهار فبريء، وكان هو السفير بين بختيار والخليفة، وإذا خرجت الخلع فعلى يديه تخرج، وله منها النصيب الأوفر.
ومنهم:
91- نظيف- القسّ الرّومي
- «13»
كان كريم العلاج إلا أنه يتلاءم، مبارك اليد إلا من رآه يتشاءم، لو رأى إبليس
طلعة وجهه قال: فديت من لا يفلح، أو أرسطوطاليس لأفسد كل ما كان يصلح، طار عليه طائر هذه السمعة القبيحة، والشنعة التي لبس منها ثوب الفضيحة، وكان فاضلا لا يعوز، ويتضاءل لديه البحر الذي يعجز.
قال ابن أبي أصيبعة:" كان خبيرا باللغات والنقل، فاضلا في الطب، وكان عضد الدولة يتطيّر «1» منه، وكان [الناس]«2» يولعون به إذا دخل إلى مريض.
حتى حكي في بعض الأوقات أن عضد الدولة أنفذه إلى بعض القوّاد في مرض كان عرض لهن فلما خرج من عند القائد استدعى ثقته وأنفذه إلى حاجب عضد الدولة، يستعلم منه نية الملك فيه؟. ويقول: إن كان ثمّ تغير نية فليأخذ له الإذن في الانصراف والبعد، فقد قلق لما جرى!. فسأل الحاجب عن ذلك، وسببه، فقال الغلام: ما أعرف أكثر من أنه جاءه نظيف الطبيب، وقال له: يا مولانا الملك! أنفذني لعيادتك. فمضى الحاجب؛ وأعاد بحضرة الملك عضد الدولة هذا الحديث. فضحك وأمره أن يمضي إليه، ويعلمه بحسن نيته فيه، وإن ذلك لشغل قلبه به أنفذه إليه ليعوده، وحملت إليه خلع سنيّة، سكنت بها نفسه، وزال عنه ما كان أضمره من شغل القلب، وكان دائما يولع به بسببها.