الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الألية «1» ، فقعد فأكل، وكان أكثر أكله منه، فقلت له: يا حكيم.... الباذنجان مولد للأخلاط السوداوية، كما يقال.
فقال: ذلك الباذنجان الأسود الشديد الحرافة، فأما هذا الأبيض باذنجان دمشق المقلو بدهن الألية فلو رآه جالينوس لجعله دواء للسوداء.
ومنهم:
142- العماد الدّنيسري: محمد بن العباس بن أحمد بن عبيد الربعي أبو عبد الله
«13»
رجل يرجع إلى كرم خيم، وينفع فيه كثرة التفخيم، تفنّن في فضائل، وتيقن أن كل عظيم عنده متضائل، بعزم أطلّ على النجوم في آفاقها، وعلم استخدم السعود بأوفاقها، ولطف ذات، وظرف أدوات، وكمال محاس بجدّه بلغها، وأخذ مع توسّع حظّه بلغها، وقد كان للزمان روحا، وإلى الغايات طموحا، وكانت به الأيام سوافر، ومنه حظ للناس وافر، إلى أن عشّشت المنايا في هامته، وصرعته من قامته، ووسّدته التواب، وأفسدته على الأتراب، وخرس منه لسان كان يجادل، وسكن منه محرك تحت حصى وجنادل.
ذكره ابن أبي أصيبعة: ولقّب أباه بالقاضي الخطيب تقي الدين، وقال في
عماد الدين: هو ذو الأريحية التامة، والعوارف العامة، مولده بدنيسر «1» ، سنة خمس وستمائة، ونشأ بها، واشتغل بالطب إشغالا برع به.
قال: واجتمعت به فوجدت له نفسا حاتمية، وشنشنة أخزمية، وخلقا ألطف من النسيم، ولفظا أحلى من مزاج التسنيم، وأسمعني من شعره البديع معناه، والبعيد مرماه، وهو في علم الطب قد تميّز على الأوائل والأواخر، وفي الأدب قد عجّز كل ناظم وناثر، وكان قد سافر من دنيسر إلى مصر، ثم رجع إلى الشام، وأقام بدمشق، وخدم الآدر الناصرية اليوسفية بقلعة دمشق، والمارستان النوري.
ومن شعره: [الطويل]
نعم فليقل من شاء عني فإنني
…
كلفت بذاك الخال والمقلة الكحلا
فلا تعذلوني في هواه فإنني
…
حلفت بذاك الوجه لا أسمع العذلا
وقوله: [السريع]
عذارك المخضر يا منيتي
…
لما بدا في الخد ثم استدار
فكان في ذاك لنا آية
…
إذ جمع الليل معا والنهار
وقوله: [الطويل]
حلفت له لا حلت عن ولهي به
…
وقلبي على ما قد حلفت له حلف
إذا باعني منه الوصال لمهجتي
…
شربت، وها قلبي أقدّمه سلف
وقوله: [الكامل]