الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
72- عبدوس بن زيد
«13»
وكان طبيبا حاذقا، ومصيبا لا يزال برأيه موافقا، وله فضل من السحاب لو جر ذلاذله «1» ، ونبل يتمنى لو كان فيه نقص يشغل عواذله.
قال أبو علي القباني، عن أبيه، أن القاسم بن عبيد الله «2» مرض في حياة أبيه مرضا حادا في تموز، وحلّ به القولنج الصعب، فانفرد بعلاجه عبدوس بن زيد، وسقاه ماء أصول قد طبخ، وطرح فيه أصل الكرفس، والرازيانج «3» ، ودهن
الخروع، وجعل فيه شيئا من" أيارج فيقرا «1» " فحين شربه سكن وجعه، وأجاب طبعه مجلسين، فأفاق ثم أعطاه من غد ذلك اليوم ماء شعير، فاستطرف هذا منه.
وقال أبو علي القباني أيضا: إن أخاه إسحاق بن علي مرض، وغلبت الحرارة على مزاجه، والنحول على بدنه، حتى أدّاه إلى الضعف، وردّ ما يأكله، فسقاه عبدوس بن زيد هذه الأصول [بالأيارج] ، ودهن الخروع، في حزيران أربعة عشر يوما، فعوفي، وصلحت معدته. وقال: في مثل هذه الأيام تحمّ حمّى حادّة، فإن كنت حيا خلّصتك بإذن الله، وإن كنت ميتا فعلامة عافيتك له دائر سنة، أن تنطلق طبيعتك في اليوم السابع، فإن انطلقت عوفيت، ومع هذا فقد تقوّت معدتك بقوى لو طرحت فيها الحجارة لطحنتها.
فلما انقضت السنة، مرض عبدوس، وحمي أخي كما قال، وكان مرضهما في يوم واحد، فما زال عبدوس يراعي أخي، ويسأل عن خبره إلى أن قيل له:
انطلقت طبيعته، فقال: قد تخلّص. ومات عبدوس في الغد من ذلك اليوم.
ولعبدوس بن زيد من الكتب: كتاب" التذكرة في الطب".