الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جوفك طعام، وإذا أكلت فامش أربعين خطوة، وإذا امتلأت من الطعام فنم على جنبك الأيسر، ولا تأكلنّ الفاكهة وهي مولّية، ولا تأكلنّ من اللحم إلا فتيّا، ولا تنكحنّ عجوزا، وعليك بالسواك، ولا تتبعنّ اللحم اللحم، فإن إدخال اللحم على اللحم يقتل الأسود في الفلوات".
وقال أيضا إبراهيم بن القاسم الكاتب، في كتاب" أخبار الحجّاج": إن الحجّاج لما قتل سعيد بن جبير- رحمه الله تعالى- وكان من خيار التابعين، وجرى بينهما كلام كثير، وأمر به فذبح بين يديه، وخرج منه دم كثير، استكثره وهاله.
فقال الحجّاج لتياذوق طبيبه:" ما هذا؟.
قال: لاجتماع نفسه، وإنه لم يجزع من الموت، ولا هاب ما فعلته به، وغيره تقتله وهو مفترق النفس، فيقل دمه لذلك".
ومات تياذوق بعد ما أسنّ وكبر، وكانت وفاته بواسط في نحو سنة تسعين للهجرة «1» .
ومنهم:
60- زينب طبيبة بني أود
«13»
وكانت طبيبة عارفة، لا كما زعم ابن أبي ربيعة: عالمة حليمة، ولا كما قال
ابن سناء الملك «1» في موشحته البديعة: متّعت بالعلم فلم تحس فوتا، ونفعت بطبّها الأحياء، وكادت تنعش الموتى، ما عرفها إلا من شكر، ولا أنصفها من قاسها من الحكماء برجل ولا الصارم الذكر.
قال ابن أبي أصيبعة «2» :" كانت عارفة بالأعمال الطبية، خبيرة بالعلاج ومداواة آلام العين والجراحات، مشهورة بين العرب بذلك".
قال أبو الفرج الأصفهاني في كتاب" الأغاني" الكبير، قال:" أخبرنا [محمد بن خلف المرزبان قال: حدثني حمّاد بن إسحاق عن أبيه، عن جده، قال: أتيت امرأة من بني أود لتكحلني من رمد كان أصابني، فكحّلتني ثم قالت لي:
اضطجع قليلا حتى يذوب الدواء في عينيك، فاضطجعت، ثم تمثّلت قول الشاعر:[الطويل]
أمخترمي ريب المنون ولم أزر
…
طبيب بني أود على النأي زينبا «3»
فضحكت ثم قالت: أتدري فيمن قيل هذا الشعر؟. قلت: لا. قالت: فيّ- والله- قيل. أنا زينب التي عناها، وأنا طبيبة بني أود، أفتدري من الشاعر؟.
قلت: لا. قالت: عمك أبو سماك الأسدي «4» .