الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
8- يعقوب بن إسحاق الكنديّ
«13»
أبو يوسف، فيلسوف العرب «1» .
من ولد الأشعث بن قيس «2» ، والأشعث من ولد معاوية الأكبر ابن الحارث الأصغر، ابن معاوية ابن الحارث الأكبر.
وكان الأشعث ملكا على كندة، وله صحبة، وللأعشى فيه مدائح «3» .
وكان من آبائه ملوك [على معبد]«1» بالمشقر، واليمامة، والبحرين.
وكان [أبوه] إسحاق بن الصباح [أميرا] على الكوفة للمهدي والرشيد، وكان ابنه يعقوب هذا عظيم المنزلة عند المأمون والمعتصم، و [عند] ابنه أحمد.
أملاكه بالبصرة «2» . وتأدب ببغداد، وكان عالما بالطب والفلسفة، والحساب، والمنطق، واللحون «3» ، والهندسة، وطبائع الأعداد، والنجوم، ولم نجد في الإسلام فيلسوفا خلف أرسطو سواه!.
له تصانيف كثيرة في فنون العلم «4» .
خدم الملوك، وترجم كثيرا من كتب الفلسفة، وبين ما جمجم «5» على أهل المعرفة، وأحجم عن مثاورته كل قسورة، وخاتل «6» دون مساورته كل ابن بهماء مقفرة، وأثرى بعلمه كل مملق، وأربى في يمه كل محملق، وقصّر لديه حجة كل مناظر، ودرس محجة كل خاطر، وردّ من عادى كندة من كنود الأبطال، وأكبد بفضلها كبود أهل المطال، حتى خشي من كاد كندة، وخزي بالقبيح لحسن ما عنده، فلو نشر ملكها الضلّيل لما فخر بلسانه قدر ما فخر بإحسانه، ولما حمل
راية الشعراء بيده إلا بعد أخذ أمانه، ولا طلب ثأر أبيه ولو قدر عليه إلى زمانه.
ذكره ابن أبي أصيبعة، وذكر من كلامه قوله في وصية:
[قوله]": وليتق الله المتطبب، ولا يخاطر، فليس عن الأنفس عوض".
وقوله:" وكما يحب أن يقال له: إنه كان سبب عافية العليل وبرئه، [كذلك فليحذر] أن يقال: إنه كان سبب تلفه وموته".
وقوله- مما أوصى به ولده-:" يا بني! الأب رب، والأخ فخ، والعم غم، والخال وبال، والولد كمد، والأقارب عقارب، وقول:" لا" يصرف البلا «1» ، وقول: نعم، يزيل النعم، وسماع الغناء برسام «2» حاد، لأن الإنسان يسمع فيطرب، وينفق «3» فيسرف، فيفتقر، فيغتم، فيعتل، فيموت!.
والدينار محموم، فإن صرفته مات، والدرهم محبوس فإن أخرجته فرّ. والناس سخرة، فخذ شيئهم واحفظ شيئك، ولا تقبل ممن قال اليمين الفاجرة [فإنها] تذر الديار بلاقع «4» ".
قلت: وهذا الكندي هو الذي حضر أبا تمام حين أنشد أحمد بن المعتصم