الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
136- صدقة بن منجا بن صدقة السامري
«13»
رأس حكمة وأدب، وحلف همة لم يقصّر في دأب، لم يلف مثله سامريا، ولا مضطلعا سام ريا، ورد على الغمام حياضها، وراد في جنبات المجرة رياضها، طالما سهر الليالي الطوال، وأكثر في طلب العلم السؤال، إلى أن جمع على الفضائل ردنه، واتخذ كرم الفعائل خدنه، إلا أنه لم ينزع حب دينه، ولا جفا ما جفّ في طينه.
قال ابن أبي أصيبعة «1» فيه:" من الأكابر في صناعة الطب، والتميزين من أهلها، والأماثل من أربابها، وافر العلم، جيد الفهم، قويا في الفلسفة، وكان يدرس في الطب وله فيه وفي الحكمة تصانيف، وخدم الأشرف شاه أرمن، وكان يحترمه غاية الاحترام، ويكرمه كل الإكرام، ويعتمد عليه، وتوفي بحرّان فيما ينيف على سنة عشرين وستمائة، وخلّف مالا جزيلا، ولم يخلّف ولدا.
ومن كلامه قوله:" الصوم منع البدن [من الغذاء] وكف الحواس عن الخطاء، والجوارح عن الآثام، [وهو كف الجميع عما يلهي عن ذكر الله] «2» ."
وقال:" [اعلم أن جميع الطاعات ترى إلا الصوم لا يراه إلا الله، فإنه عمل في الباطن بالصبر المجرد]، واللصوم ثلاث درجات: صوم العموم، وهو كف البطن والفرج. وصوم الخصوص، وهو كف السمع والبصر واللسان، وصوم خصوص الخصوص، فصوم القلب [عن الهمم الدنية] ، والأفكار [الدنياوية]«1» .
وقوله:" ما كان من الرطوبات الخارجة من الباطن ليس مستحيلا «2» ولا له مقر فهو طاهر، كالدمع والعرق، واللعاب، والمخاط. وأما ما له مقر وهو مستحيل فهو نجس كالبول، والروث".
ومن شعره قوله [مخلع البسيط]
يا وارثا عن أب وجدّ
…
فضيلة الطب والسداد
وضامنا رد كل روح
…
همت عن الجسم بالبعاد
أقسم لو كان طب دهرا
…
لعاد كونا بلا فساد «3»
وقوله: [السريع]
مهندس في طول أيامه
…
مع قصره يبتلع الساريه
مثلث يدعمه قائم
…
لأنه منفرج الزاويه