الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقوله: [السريع]
يا قائدا ما مثله قائد
…
يشكره القائم والقاعد
وواحدا ما إن له مشبه
…
وماجد ما فوقه ماجد
ومن غدا بأبيه والدا
…
برا لمن ليس له والد
إن قلت: كالبحر عطاء فإ
…
نّ البحر لا يشكره الوارد
أو قلت كالقطر سماحا فإ
…
نّ القطر مع كثرته نافذ
أو قلت كالبدر فقد ين
…
قص البدر وهذا أبدا زائد
هذا عليّ واحد للعلى
…
أوحده في عصره الواحد
أنا الفتى الشاكر إحسانه
…
والله والله أبدا شاكد «1»
ومنهم:
161- أبو محمد المصري
«13»
الحكيم لا يقصر في حكمه، ولا يعجز أن ينطق من تمادى في بكمه، جرى الأدب بقلمه، وسرى نفس في كلمه، وحظي بقبول كان يتلقاه حيث حل،
ويحله أكرم محل، ويتحفه بحباء الملوك بما ينعم به بالا، ويعم حساده وبالا، قد أوثقته الحدق النجل جراحا، وأوبقيته الذوائب فلا يجد سراحا، وكان كالخمر في سلب العقول، وكالسحر في الخلب بما يقول، حاذقا بصيد الدراهم، واستخراج خبايا الحبوب، ولو زرّرت بحدق الأراقم.
قال ابن بسام فيه:" شيخ الفتيان، وآبدة الزمان، [وخاتمة أصحاب السلطان] وكان رحل إلى مصر واسمه خامل، وسماؤه عاطل، فلم ينشب أن طرأ على الأندلس، وقد نشأ خلقا جديدا، وأجرى إلى النباهة طلقا بعيدا، فتهادته الدول، وانتهت إليه التفاصيل والجمل، وكلما طرأ على ملك فكأنه معه ولد، وإياه قصد، فجرى مع كل أحد، وتموّل في كل بلد، وتلوّن في العلوم بلون الزمان، وتلاعب بالملوك بأفقها تلاعب الريح بالأغصان، حتى ظفر به ابن ذي النون، فشد عليه يد الضنين، فوجد كنفا سهلا، وسلطانا غفلا، فسرّ وساء، وارتسم في أي الدواوين شاء.
وكان بالطب أكلف، وعليه أوقف، فتعلّق بسببه حتى اشتهر به. وكان حسن البيان، مليح المجلس، حاضر الجواب، كثير النادر، راوية للشعر والمثل السائر، نسّابة للمفاخر، عارفا بالمثالب والمناقب، وكان بالجملة روضة أدب، وهيهات أن يأتي الدهر بمثله. وتحيز إلى إشبيلية فأنس المعتمد بمكانه، وجعل له حظا من سلطانه، ثم بقي بعده على حاله مشتملا بفضل إقباله، ممتعا مقبلا على لذاته.
ومما أنشد له قوله: [البسيط]
قال الوشاة ودمع العين منحدر
…
ودمعه فوق روض الورد قد حارا
النار يحرقها قلبي بزفرته
…
من العجيب فؤاد يحرق النارا!!
وقوله:
ظلك أضحى لي بلا مرية
…
مؤثرا في خدك الناضر
ما أرفق الله بأهل الهوى
…
إذ صيّر الجور على الجائر
وقوله: [الطويل]
ومن أصبحت فيه المكارم جوهرا
…
بلا عرض فالمدح فيه قبيح
ولكن رأيت الشعر يثبت ذكره
…
فلا غرو أن يهدى إليك مديح
وقوله- وهو معنى قول أبي نواس ولكنه نقله-: [الوافر]
وما يحتاج يوم الحرب جيشا
…
فإن عداه كالزرع الحطيم
وإن أبقى لهم فرعون سحرا
…
ففي يده عصا موسى الكليم
وقوله في مهر قتله تغالب الفحول عليه: [البسيط]
يا يوسف الخيل يا مقتول إخوته
…
قلبي لفقدك بين الحرب والحرب
إن كان يعقوب لم يقنع بكذبهم
…
إني لأقنع منهم بالدم الكذب
وما التناسب في القربى بنافعة
…
إن لم تكن أنفس القربى ذوي نسب
وقوله يصف قصر طليطلة «1» : [الكامل]
قصر يقصر عن مداه الفرقد
…
عذبت مصادره وطاب المورد
وكأنما الأقداح في أرجائه
…
درّ جماد ذاب فيه العسجد
وقوله يصف القبة: [الكامل]
شمسية الأنساب بدرية
…
يحار في نسبتها الخاطر
كأنما المأمون بدر الدجى
…
وهي عليه الفلك الدائر