الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم ابنه:
131- الشرف علي شرف الدين أبو الحسن
«13»
حكيم أينع في جرثومة «1» الطبّ عذقه «2» ، وصحّ في نظر المستطب حذقه، لم تخط تجاربه، ولم تخف مآربه، أحسن طبّه علاج الأمراض، وقوّم مزاج الأعراض، وعرف منه ما لم يخف على أحد، ولا عرف أن أحدا له جحد، وكان طبه شافيا للأسقام، وكافيا في الداء العقام، ولم تمسّ يده مريضا إلا مسح بيده سقمه، وسلّه من قم دائه الذي التقمه، فكان لهذا يرغب في تطبيبه، ويرى من استطب غيره سقامه من طبيبه.
قال ابن أبي أصيبعة فيه:" سلك حذو أبيه، واقتفى ما كان يقتفيه، وأشبهه خلقا وخلقا، وطريقة وحذقا، ولم يزل منذ نشأ متوفرا على قراءة الكتب وتحصيلها، ونفسه تشرئبّ إلى طلب جمل الفضائل وتفصيلها.
قرأ على أبيه، وعلى الموفق عبد اللطيف البغدادي، وأخذ عن السّخاوي
وغيره، وأجاد إتقان الأدب، وكان يحب التخلي للقراءة والدرس، والاطلاع على آثار القدماء، والانتفاع بتصانيف الحكماء.
ولد بدمشق سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
وحكي أنه قبل مرض موته بمدة كان يخبر أنه بعد قليل يموت، ويقول:
وذلك عند قران الكوكبين، ثم يقول: قولوا هذا للناس حتى يعرفوا مقدار علمي في حياتي، وفي وقت موتي، فكان كما قال.
وتوفي بذات الجنب «1» ، حادي عشر المحرم، سنة سبع وستين وست مائة.
ودفن بقاسيون.
ومن شعره قوله: [الطويل]
سهام المنايا في الورى ليس تمنع
…
فكل له يوما- وإن عاش- مصرع
فقل للذي قد عاش بعد قرينه
…
إلى مثلها عما قليل ستدفع
فتبا لدنيا ما تزال تعلّنا
…
أفاويق كأس مرّة ليس تقنع
أفق وانظر الدنيا بعين بصيرة
…
تجد كل ما فيها ودائع رجّع
وقوله: [الطويل]
تساق بنو الدنيا إلى الحتف سرعة
…
ولا يشعر الباقي بحالة من يمضي
كأنهم الأنعام في جهل بعضها
…
بما تم من سفك الدماء على بعض