الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما المشروب: فإنه يهجر شربه تلهيا بل تشفيا وتداويا، ويعاشر كل فرقة بعادته ورسمه، ويسمح بالمقدور والتقدير من المال، ويركب لمساعدة الناس كثيرا مما هو خلاف طبعه، ثم لا يقصر في الأوضاع الشرعية، ويعظم السنن الإلهية، والمواظبات على التعبدات البدنية، ويكون دوام عمره إذا خلا وخلص من المعاشرين تطربه الزينة في النفس، والفكرة في الملك الأول وملكه، وكيس النفس عن عثار «1» الناس من حيث لا يقف عليه الناس، عاهد الله أنه يسير بهذه السيرة، ويدين بهذه الديانة، والله ولي الذين آمنوا، وحسبنا الله ونعم الوكيل".
ومن شعر الشيخ الرئيس قاله في النفس
" وهي من أحسن قصائده وأشرفها"[الكامل]
هبطت إليك من المحلّ «2» الأرفع
…
ورقاء ذات تعزّز وتمنّع
محجوبة عن كلّ مقلة عارف
…
وهي الّتي سفرت فلم تتبرقع
وصلت على كره إليك وربّما
…
كرهت فراقك وهي ذات تفجّع
أنفت وما أنست «3» فلمّا واصلت
…
ألفت مجاورة الخراب البلقع
وأظنّها نسيت عهودا بالحمى
…
ومنازلا بفراقها لم تقنع
حتى إذا اتّصلت بهاء هبوطها
…
من ميم مركزها بذات الأجرع
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت «1»
…
بين المعالم والظلول الخضّع
تبكي إذا ذكرت ديارا بالحمى
…
بمدامع تهمي ولمّا تقطع «2»
وتظل ساجعة على الدّمن التي
…
درست بتكرار الرياح الأربع
إذ عاقها الشرك الكثيف وصدّها
…
قفص عن الأوج الفسيح الأرفع «3»
حتى إذا قرب المسير من الحمى
…
دنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع
وهجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت
…
ما ليس يدرك بالعيون الهجّع
وغدت مفارقة لكل مخالف
…
عنها حليف الترب غير مشيع
وبدت «4» تغرّد فوق ذروة شاهق
…
والعلم يرفع كل من لم يرفع
فلأي شيء أهبطت من شاهق
…
سام إلى قعر الحضيض الأوضع
إن كان أرسلها «5» الإله لحكمة
…
طويت عن الفطن اللبيب الأروع
فهبوطها إن «6» كان ضربة لازب «7»
…
لتكون سامعة بما لم تسمع
وتعود عالمة بكل خفية
…
في العالمين فخرقها لم يرقع
وهي التي قطع الزمان طريقها
…
حتى لقد غربت بغير المطلع
فكأنها برق تألّق بالحمى
…
ثم انطوى فكأنه لم يلمع «1»
وقال في الشيب، والحكمة، والزهد:[الوافر]
أما أصبحت عن ليل التصابي
…
وقد أصبت عن ليل الشباب
تنفس في عذارك صبح شيب
…
وعسعس ليله فكم التصابي
شبابك «2» كان شيطانا مريدا
…
فرجّم من مشيبك بالشهاب
وأشهب من بزاة الدهر خوّى
…
على فودي فألمأ بالغراب
عفا رسم الشباب ورسم دار
…
لهم عهدي بها مغنى رباب
فذاك ابيضّ من قطرات دمعي
…
وذاك اخضرّ من قطر السحاب
فذا ينعى إليك النفس نعيا
…
وذلكم نشور للروابي
كذا دنياك ترأب لانصداع
…
مغالطة وتبني للخراب
ويعلق مشمئز النفس عنها
…
بأشراك تعوق عن اضطراب «3»
فلولاها لعجلت انسلاخي
…
عن الدنيا وإن كانت إهابي
عرفت عقوقها فسلوت عنها
…
فلما عفتها أغريتها بي «4»
بليت بعالم يعلو أذاه
…
سوى صبري ويسفل عن عتابي
وسيل للصواب خلاط قوم
…
وكم كان الصواب سوى الصواب
أخالطهم ونفسي في مكان
…
من العلياء عنهم في حجاب
ولست بمن يلطخه خلاط
…
متى اعتبرت أبان عن تراب
إذا ما لحت الأبصار نالت
…
خيالا واشمأزت عن لباب «1»
وقال أيضا: [الكامل]
خير النفوس العارفات ذواتها
…
وحقيق كيمياتها ماهيّاتها
وبم الذي حلّت ومم تكونت
…
أعضاء بنيتها على هيئاتها
نفس النبات ونفس حس ركبا
…
هلّا كذاك سماته كسماتها
يا للرجال لعظم رزء لم تزل
…
منه النفوس تخب «2» في ظلماتها
وقال أيضا: [الخفيف]
هذّب النفس بالعلوم لترقى
…
وذر الكلّ فهي للكلّ بيت
إنما النفس كالزجاجة والعل
…
م سراج وحكمة الله زيت
فإذا أشرقت فإنك حي
…
وإذا أظلمت فإنك ميت «3»
وقال أيضا: [مجزوء الرمل]
صبّها في الكاس صرفا
…
غلبت ضوء السراج
ظنّها في الكاس نارا
…
فطفاها بالمزاج «4»
وقال أيضا: [الكامل:
قم فاسقنيها قهوة كدم الطلا
…
يا صاح بالقدح الملا بين الملا
خمرا تظل لها النصارى سجّدا
…
ولها بنو عمران أخلصت الولا
لو أنها يوما وقد ولعت بهم
…
قالت: ألست بربكم قالوا بلى «1»
نظر إلى قوله تعالى في سورة الأعراف: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى
«2»
وقال أيضا: [الرمل]
نزل اللاهوت «3» في ناسوتها «4»
…
كنزول الشمس في أبراج يوح
قال فيها بعض من هام بها
…
مثل ما قال النصارى في المسيح
هي والكاس وما ما زجها
…
كأب متّحد وابن روح
وقال أيضا: [الطويل]
شربنا على الصوت القديم قديمة
…
لكل قديم أول هي أول
ولو لم تكن في حيّز قلت إنها
…
هي العلة الأولى التي لا تعلل
وقال أيضا وقيل إنها للطغرائي [الكامل]
عجبا لقوم يحسدون فضائلي
…
ما بين عانيّ إلى عذّال
عتبوا على فضلي وذمّوا حكمتي
…
واستوحشوا من نقصهم وكمالي
إني وكيدهم وما عتبوا به
…
كالطّود يحقر نطحة الأوعال
وإذا الفتى عرف الرشاد لنفسه
…
هانت عليه ملامة الجهّال «5»