الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال يوسف: وسألت إبراهيم بن فزارون عن قول من يزعم أن نهر مهران [هو نهر النيل، فقال لي: رأيت نهر مهران]«1» ، وهو يصب في النهر الملح، إلا أن علماء الهند والسند أعلموني أن مخرج النيل ومخرج نهر مهران من عين واحدة عظيمة، فنهر مهران يشق أرض السند، حتى يصب في بحرها المالح، والنهر الآخر يشق أرض الهند وجميع أرض السودان حتى يخرج إلى أرض النوبة، ثم يصب باقيه في أرض مصر فيرويها، ثم يصب باقيه في بحر الروم.
ومنهم:
76- إبراهيم بن أيوب الأبرش
«13»
كان يعرف كيف تصاد الدراهم، ويعالج جراح الفقر من ضمادات أكياسها المراهم، بصيرا بتعديل المزاج بشربها، خبيرا بهذا العلاج بطبّها، وصادف وقتا قابلا وملكا يهب، وشفيعا قائلا، فجمع ما لم يجمع، ومصّل من المال ما لا يرى مثله ولا يسمع.
قال عيسى بن ماسة «2» :" رأيت الأبرش وقد عالج إسماعيل «3» - أخا المعتز- فلما بريء كلّمت" قبيحة" «4» - أمّه- المتوكل ليهبه؟.
فقال لها: مهما أعطيتيه، أعطيته مثله!.
فأمرت له" قبيحة" ببدرة، فأمر له المتوكل بمثلها.
فأمرت ببدرة أخرى، فأمر له المتوكل بمثلها، فما زالا يحضران البدر حتى أحضر كل منهما ست عشرة بدرة.
ثم أومأت إلى جاريتها: أن تمسك.
فقال الأبرش: لا تقطعي، وأنا أرد عليك.
فقالت له: خذ ما حضر، فإنه لا يملأ عينك شيء.
فقال المتوكل: والله! لو أعطيتيه إلى الصباح لأعطيته مثل ذلك.
ثم لما أفضت الخلافة إلى المعتز، كان أخصّ الأطباء عنده، لمكانه من أمه" قبيحة"، فلما خلع المعتز قبض عليه صالح بن وصيف «1»
ومنهم:
77-
ماسويه أبو «2» يوحنّا «13»
دخل على الملك من بابه، وتوصّل إلى الفلك بأسبابه، وانتقل من خاصّة الكحل، إلى عامة تدبير الجسد، وتقرير إصلاح ما فسد. ثم لم يزل في مزيد في الصناعة، وتجديد ما ينمي مكاسب البضاعة، إلى أن صار لا يمترى في نفاقه، ولا
يمتار «1» إلا من فواضل أسواقه، ولا يتطبّب عليل بألطف من شمائل أخلاقه.
ذكره الترجمان كيف تنقّل وآخر أمره أنه عالج عين خادم الفضل بن الربيع «2» ، فشكا الفضل عينه، فأوصله إليه، فلم يزل يكحّله إلى ثلث الليل، ثم سقاه دواء مسهلا فصلح به، فأجرى عليه رزقا.
فما مضت إلا أيام حتى اشتكت عين الرشيد. فقال له الفضل: يا أمير المؤمنين! طبيبي ماسويه من أحذق الناس بالكحل.
فأمر بإحضاره ثم قال له: هل تحسن شيئا من الطب سوى الكحل؟.
فقال: نعم يا أمير المؤمنين!، وكيف لا أحسن وقد خدمت المرضى بالبيمارستان؟!.
فأدناه منه، فنظر في عينيه، فحجمه في ساقيه، وقطر في عينيه، فبرأ بعد يومين، فأمر بأن يجرى عليه في الشهر ألفا درهم، وعلوفه «3» ، ومعونته في السنة عشرون ألف درهم.
ثم اعتلّت أخت الرشيد. فعالجها جبرئيل بأنواع العلاج فلم تنتفع، فاغتمّ بها، فقال الرشيد ذات يوم: قد كان ماسويه ذكر أنه خدم المرضى بالمارستان،