الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
43- محمد بن يوسف المنجّم
«13»
أديب غلب عليه التنجيم، وعلا قدره فما حصر بالتقويم، وسيّر الشهب حتى صوّرها من توليد خاطره، وصيّرها على لسانه بدلا من ناظره، وحيّرها حتى وقفت له فأصبحت قريحته منها متخيّرة، وأظلها بلألاء أنواره فظلت متحيرة.
قال ابن رشيق «1» :" شعره صحيح «2» البناء، ملتئم الأجزاء، ملموم الثواء «3» ، يجيء كأنه قطعة واحدة.
غلب عليه التنجيم كأبيه، وكتب ليعلى بن فرح، ثم لولده، وامتدح نصير «4» الدولة مرات، وأورد من شعره:[الطويل]
لعمري لئن كنا حليفي صناعة
…
لقد سبقت ريش الخوافي القوادم «5»
فقل للذي استهزا «1» بنا في فعاله
…
مقالي يقظان وعرضك نائم
سيغسل عني الماء فعلك كله
…
وقولي باق والعظام رمائم
تدبّ على الأعضاء منه عقارب
…
وتنفث في الأحشاء منه أراقم «2»
فإن كان ذا عرض تلوح كلومه
…
فعندي ضمادات له ومراهم
ومنهم:
44-
أبو بكر ابن باجة «3» : ابن الصّايغ، واسمه: محمّد بن يحيى التّجيبيّ «4» السّرقسطيّ «5» الأندلسيّ «13»
أديب رمي من حالق، وبلي بحارق، ولم يقنع صاحب" القلائد"«1» بأن يضع عليه سمة الفاسق، ذكره ويا بئس ما جاء به في سوقه النافق!. قال فيه:
" رمد جفن الدين، وكمد نفوس المهتدين، اشتهر سخفا وجنونا، وهجر مفروضا ومسنونا «2» .
قال ابن أبي أصيبعة «3» :" كان علّامة في وقته في العلوم الحكمية، وبلي بمحن كثيرة، وشناعات سيئة، وقصدوا هلاكه مرات، [وسلّمه الله منهم، وكان متميّزا في العربية والأدب]«4» ، وكان حافظا للقرآن، [ويعد من الأفاضل في صناعة الطب، وكان متقنا لصناعة الموسيقي، جيّد اللعب بالعود] .
وقال ابن الإمام «1» :" كان ذا ثقابة الذهن، ولطف الغوص على تلك المعاني الشريفة الدقيقة أعجوبة دهره، ونادرة الفلك في زمانه".
" وكان من أجلّ نظّار وقته، ثم أضرب عن النظر ظاهرا لما لحقه من المطالبات في دمه بسببه، وأقبل على العلوم الشرعية، فرأس فيها وزاحم، لكنه لم يلح عليه ضياء هذه المعارف، ويشبه أنه لم يكن بعد أبي نصر الفارابي مثله في الفنون التي تكلم عليها من تلك العلوم، فإذا قرنت أقاويله فيها بأقاويل ابن سينا والغزالي- وهما اللذان فتح عليها بعد أبي نصر بالمشرق في فهم تلك العلوم، ودوّنا فيها، بان لك الرجحان في أقاويله، وحسن فهمه، والثلاثة أئمة دون ريب".
وأنشد له الفتح في" القلائد"«2» قوله: [البسيط]
يا شائقي حيث لا أسطيع أدركه
…
ولا أقول غدا أغدو فألقاه
أما النهار: فليلي ضمّ شملته
…
على الصباح فأولاه كأخراه
أغرّ نفسي بآمال مزخرفة
…
منها لقاؤك، والأيام تأباه
وقوله «3» : [الكامل]
خفّض عليك فما الزمان وريبه
…
شيء يدوم ولا الحياة تدوم
واذهب بنفس لم تضع لتحلّها
…
حيث احتللت بها وأنت عليم
يا صاحبي لفظا ومعنى خلته
…
من قبل حتى بيّن التقسيم
دع عنك من معنى الإخاء ثقيله
…
وانبذ بذاك العبء وهو ذميم
واسمح وطارحني الحديث فإنه
…
ليل كأحداث الزمان بهيم
خذني على أثر الزمان فقد مضى
…
بؤس على أبنائه ونعيم
فعسى أرى ذاك النعيم وربه
…
مرح وربّ البؤس وهو سقيم
هيهات ساوت بينهم أجدائهم
…
وتشابه المحسود والمرحوم
وقوله «1» : [الطويل]
أقول لنفسي حين قابلها الردى
…
فراغت فرارا منه يسرى إلى يمنى
قري تحمدي بعض الذي تكرهينه
…
فقد طال ما اعتدت الفرار إلى الأهنى
وقوله «2» : [الطويل]
أسكّان نعمان الأراك تيقنوا
…
بأنكم في ربع قلبي سكّان
ودوموا على حفظ الوداد فطالما
…
بلينا بأقوام إذا استؤمنوا خانوا
سلوا الليل عني مذ تناءت دياركم
…
هل اكتحلت لي فيه بالنوم أجفان
وهل جرّدت أسياف برق سماؤكم
…
فكانت لها إلا جفوني أجفان «3»