الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
140- الرشيد علي بن حليقة بن يونس بن أبي القاسم بن خليقة الأنصاري الخزرجي
«13»
من ولد سعد بن عبادة رضي الله عنه.
طبيب لو شكا إليه البرق اختلاف نبضه لأبراه، أو حاول منه الرعد ما في صحف النهر لأقراه.
من أسرة سارت بهم الأمثال، وسراة أسفا على عقدهم كيف انثال، أراق الكرى عن كؤوس أجفانه، وجعل طوارق السهاد «1» من ضيفانه، همه يقظ، وعزمه حتفظ، حلّ بها أجلّ الرتب، وجلا بها عن الجسوم الريب، وكان لا يفقد السبات، ولا يخرج إلى حدّ الإعنات، لعلاجه بالملائم، واحتجاجه بما يكفي الملاوم، هذا إلى تفنّن في علوم أخر، وفضائل كأنها البحر إذا زخر، ومحاسن لو أراد بها لفخر.
قال ابن أبي أصيبعة «2» :" إنه عمه، وأنه ولد بحلب سنة تسع وتسعين وخمسمائة، وقال: إن جدّه معروف بابن أبي أصيبعة، وكان قد توجه إلى مصر إذ استقلت بها الدولة الصلاحية، وإن الشهاب يوسف الكحال، وابن أبي الحوافر
كانا من أصدقائه، فلما أتيا مصر أشارا عليه بإشغال ولديه في الطب، يعني المؤرخ عمه هذا وأباه، فأمرهما بملازمة ذينك الرجلين، وأن أباه أكثر الأخذ عن الشهاب يوسف، ثم قرأ على الرئيس موسى وأهل طبقته، وأن همّه كان أو اشتغاله على أبي التقى صالح بن أحمد المقدسي، ثم لازم ابن أبي الحوافر، وكان إذ ذاك رئيس الأطباء في أيام العزيز، ثم باشر المرضى بالمارستان، ثم أخذ صناعة الكحل عن النفيس بن الزبير، وقرأ على عبد اللطيف البغدادي، وكان يشتغل بالسديد المنطيقي، واشتغل بعلم النجوم، وأخذ الموسيقى عن ابن الديجور المصري، وعلي ابن التبان «1» ، ثم اجتمع بأعيان المصنفين فيه، ثم لما عاد أبوه إلى الشام انتقل معه واجتمع بمن به من المتعينين، وباشر المارستان النوري، ثم خدم الأمجد صاحب بعلبك، ثم خدم العادل ثم المعظم، ثم الناصر ابنه، وتوفي في الثاني والعشرين من ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة، ودفن بمقبرة باب الفراديس.
ومن كلامه قوله:" ما أحسن الصبر لولا أن النفقة عليه من العمر".
وقوله:" الأصدقاء كنفس واحدة في أجساد متفرقة".
وقوله:" المال مغناطيس أنفس الجهلاء، والعلم مغناطيس أنفس العقلاء".
وقوله:" القانع مساعد على بلوغ مآربه".
ومن شعره: [الكامل]
يا صاحبيّ سلا الهوى وذراني
…
كفّا الملام عن المحب العاني
لا تسألاه عن الفراق وطعمه
…
إن الفراق هو الممات الثاني