الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورحل إلى المشرق، وانتهى إلى حران [من بلاد الجزيرة] ، وعني هناك بطلب الهندسة، ثم رجع إلى الأندلس، واستوطن ثغر سرقسطة «1» ، وأدخل معه" رسائل إخوان الصفا" ومجرّبات فاضلة فيه. ونفوذ مشهورة في الكيّ والقطع، والشقّ، والبط، وغير ذلك من أعمال الطب، ولم يك بصيرا بالنجوم ولا بالمنطق".
ومنهم:
42- ابن واقد [الوزير، أبو المطرّف عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الكبير بن يحيى ابن واقد بن مهنّد اللّخميّ]
«13»
بيت حكمة، ونبت حشمة، ورئيس طب، ومنية محب، عنيت الدول برفع أخمصه، ودفع منتقصه، وقدمته باستحقاقه لأن يكون مقدّما، ويسدّد رأيه ليفوت مقوّما، فلهذا كان مجاريه لا يقدر له على لحاق، وحاسده ولو كان البدر لا يرى إلا في المحاق «2» ، بلطف لو سحب ردنه «3» الروض لأبهج رقيمه «4» ، أو
الأصيل المعتد لشفاه، وما صحّ من النسيم سقيمه، لم تمدّ يد إلى مجاذبته، ولا طمع في مجانبته.
قال ابن أبي أصيبعة «1» :" هو الوزير أبو المطرّف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير بن يحيى بن وافد بن مهند اللخمي. أحد أشراف أهل الأندلس، وذوي السلف الصالح منهم، والسابقة القديمة فيهم. عني عناية بالغة بقراءة كتب جالينوس وتفهّمها، ومطالعة كتب أرسطو وغيره من الفلاسفة وتعقلها".
قال صاعد «2» :" وتمهّر في تعلّم الأدوية، وصنّف فيه كتابا جليلا لا نظير له، جمع فيه ما قاله ديسقوريدس وجالينوس في الأدوية المفردة، ورتّبه أحسن ترتيب، [وهو مشتمل على قريب من خمسمائة ورقة]«3» .
قال:" وأخبرني أنه عانى جمعه وترتيبه وتصحيح ما تضمنه من أسماء الأدوية وصفاتها، وتفصيل قواها، وتحديد درجاتها، نحوا من عشرين سنة، حتى كمل موافقا لغرضه، مطابقا لبغيته. وله في الطب منزع لطيف، ومذهب شريف.
كان لا يرى التداوي بالأدوية ما أمكن التداوي بالأغذية، أو كان قريبا منها، ثم إذا اضطر إلى الأدوية لا يرى التداوي بالمركّب ما أغنى المفرد، فإن اضطرّ إلى المركّب لم يكثر التركيب، بل يقتصر على أقلّ ما يمكنه منه، وله نوادر محفوظة وغرائب مشهورة في الإبراء من العلل الصعبة، والأمراض المخيفة بأيسر العلاج.
واستوطن طليطلة، وكان أيام ابن ذي النون «4» .