الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومنهم:
20- أبو المؤيد محمد بن محمد بن المجلي الجزري، المعروف بابن الصايغ
«13»
أثرى بالفضائل وما كنزها، وأثار علوم الأوائل وما ركزها، هذا مع أدب وشعر هو شعاع بنت الزرجون «1» ، وشعاع الفجر المتفرق تحت أزر الدجون.
قال ابن أبي أصيبعة:" كان إماما مشهورا، وعالما مذكورا، وفيلسوفا مميزا، وأديبا مبرّزا، ويعرف بالعنتري، لأنه كان في صباه يكتب أحاديث عنترة العبسي".
ومن كلامه قوله:" تعلّم العلم، فإنه لو لم ينل به من الدنيا إلا الغنى عمّن يستعبدك بحق أو باطل".
وقوله:" [بنيّ! إن الحكمة العقلية]«2» تريك العالم يقادون بأزمّة الجهل إلى
الخطأ والصواب".
وقال:" الجاهل عبد لا يعتق إلا بالمعرفة".
وقال:" الحكمة سراج النفس فمتى عدمتها عميت علن الحق".
وقال:" الحكمة دواء من الموت الأبدي".
وقال:" [كون] الشخص بلا علم كالجسد بلا روح".
وقال:" من أحب أن ينطق «1» باسمه فليكثر من العناية بعلمه".
وقال:" العالم المحروم أشرف من الجاهل المرزوق".
وقال:" الجاهل يطلب المال، والعالم يطلب الكمال".
وقال:" الغمّ ليل القلب، والسرور نهاره، وشرب السم أهون من معاناة الهم".
ومن شعره قوله: [الكامل]
لو كنت تعلم كل ما علم الورى
…
حقا لكنت صديق كلّ العالم
لكن جهلت فصرت تحسب كل من
…
يهوى خلاف هواك، ليس بعالم
استحي أن العقل أصبح ضاحكا
…
مما تقول وأنت مثل النائم
لو كنت تسمع ما سمعت، وعالما
…
ما قد علمت، خجلت خجلة نادم
وضع الإله الخلف في كل الورى
…
بالطبع حتى صار ضربة لازم «2»
وقوله: [الخفيف]
أبلغ العالمين عني بأني
…
كل علمي تصور وقياس «1»
قد كشفت الأشياء بالفعل حتى
…
ظهرت لي وليس فيها التباس
وعرفت الرجال بالعلم لما
…
عرف العلم بالرجال الناس
وقوله: [الكامل]
لا تدنينّ فتى يودّك ظاهرا
…
منه وضد وداده في طبعه
واهجر صديقك إن تنكّر ودّه
…
فالعضو يحسم داؤه في قطعه «2»
وقوله: [الكامل]
عدّل مزاجك ما استطعت ولا تكن
…
كمسوّف أودى به التخليط
واحفظ عليك حرارة برطوبة
…
تبقى، فتركك حفظها تفريط
واعلم بأنك كالسراج بقاؤه
…
ما دام في طرف الذبال «3» سليط «4»
وقوله- في مليح تنقّل بالرمّان على الخمر: [السريع]
[وشادن أبلج كالبدر
…
نادمته ليلا إلى الفجر
بات به يصرف عنه الأذى
…
بنهل كاسات من الخمر] «5»
ينتقل الرمان في أثرها
…
مخافة من ضرر السكر
كأنه وهو خبير به
…
يكسّر الياقوت بالدرّ «6»
وقوله: [مخلع البسيط]
رأيت فوق الرئيس علجا
…
أسود يعلوه كالحمار
يدفن في العاج آبنوسا «1»
…
ويولج الليل في النهار
وقوله: في المرأة: [مخلع البسيط]
قد أقبلت غولة الصبايا
…
تنظر من معلم النقاب
فقلت: من أعظم الرزايا
…
قفل على منزل خراب
أحسن ما كنت في عباة
…
ملفوفة الراس في جراب «2»
وقال: [الكامل]
احفظ بنيّ وصيّتي واعمل بها
…
فالطب مجموع بنصّ كلامي:
قدّم على طب المريض عناية
…
في حفظ قوّته مع الأيام
بالشبه تحفظ صحة موجودة
…
والضد فيه شفاء كل سقام
أقلل نكاحك ما استطعت فإنه
…
ماء الحياة يراق في الأرحام
واجعل طعامك كل يوم مرة
…
واحذر طعامك قبل هضم طعام
لا تحقر المرض اليسير فإنه
…
كالنار يصبح وهي ذات ضرام
وإذا تغير منك حال ظاهر
…
فاحتل لرجعة حل عقد نظام
لا تهجرنّ القيء واهجر كل ما
…
كيموسه «3» سبب إلى الأسقام
إن الحمى عون الطبيعة مسعد
…
شاف من الأمراض والآلام
لا تشربنّ عقيب أكل عاجلا
…
أو تأكلنّ عقيب شرب مدام
والقيء يقطع والقيام كلاهما
…
بهما وليس بنوع كل قيام
وخذ الدواء إذا الطبيعة كدّرت
…
بالاحتلام وكثرة الأحلام
إياك تلزم أكل شيء واحد
…
فتقود نفسك للأذى بزمام
وإذا الطبيعة منك نقّت باطنا
…
فدواء ما في الجلد بالحمّام
وتزيد في الأخلاط إن نقصت به
…
زادت فنقص فضلها بقوام
والطب جملته إذا حقّقته
…
حلّ وعقد طبيعة الأجسام
ولعقل تدبير المزاج فضيلة
…
يشفى المريض بها وبالأوهام
وهي تروى للرئيس ابن سينا، ولابن بطلان، والصحيح أنها لأبي المؤيد «1» .