الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهو منسوب إلى الظهر بتغيير النسب، وهذا من قول شعيب عليه السلام، لقومه حين قالوا له:(وَلوْلَا رَهْطُك لَرَجَمْنَاك) - بالحجارة، أو بالسب.
فقال لهم: (يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيًّا) ، على وجه التوبيخ لهم.
فإن قلت: إنما وقع كلامهم فيه وفي رهطه، وأنهم هم الأعزَّةُ دونه، فكيف
طابَقً جوابه كلامهم؟
فالجواب أن تهاونهم به - وهو رسولُ الله صلى الله عليه وسلم تهاونُهم بالله.
(ظن)
أصلها الاعتقاد الراجح، كقوله:(إنْ ظَنَّا أنْ يقيمَا حدودَ الله) .
وقد تستعمل في اليقين، كقوله:(الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ) .
أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن مجاهد، قال: كل ظن في القرآن يقين.
وهذا مشكل بكثير من الآيات لم يستعمل فيها بمعنى اليقين، كالآية الأولى.
وقال الزركشي في البرهان: الفرق بينهما في القرآن ضابطان:
أحدهما أنه حيث وجد الظن محموداً مثاباً عليه فهو اليقين.
وحيث وجد مذموماً متوعداً عليه بالعقاب فهو الشكّ.
والثاني أن كل ظن يتصل بعده أن الخفيفة فهو شك نحو: (بل ظنَنْتُم أنْ لَنْ
يَنقَلِبَ الرسولُ والمؤمنون) .
وكل ظن يتصل به أن المشددة فهو يقين، كقوله:(إنّي ظنَنْتُ أنّي مُلَاق حِسَابِيَه) .
وظَنّ أنّه الفِرَاق) .
وقرئ: وأيقن أنه الفراق.
والمعنى في ذلك أن المشددة للتأكيد، فدخلت على اليقين.
والخفيفة بخلافها فدخلَتْ في الشك، ولهذا دخلت الأولى في العلم، نحو:(فاعْلَم أنه لا إله إلا الله) .
(وعلم أنَّ فيكم ضَعْفاً) .
والثانية في الحسبان، نحو:(وَحَسِبوا ألا تكون فتنة) - ذكر ذلك الراغب
في تفسيره.
وأوْرد على هذا الضابط: (وظَنوا أنْ لا مَلْجَأ من الله) .
وأجيب بأنها اتصلت بالاسم.
وفي - الأمثلة السابقة اتصلت بالفعل، ذكره في
البرهان، قال: فتمسَّك بهذا الضابط، فهو من أسرار القرآن.
وقال ابن الأنباري: قال ثعلب: العَرَبُ تجعل الظن علماً وشكا وكذبا، فإن
قامت براهين العلم فكانت أكثر من براهين الشك فالظن يقين، وإن اعتدلت
براهين اليقين وبراهين الشكّ فالظن شك، وإن زادت براهين الشك على براهين اليقين فالظن كذب، قال الله:(إنْ هم إلَاّ يَطنون) ، أى يكذبون.