الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد استشكل كونها للتأكيد بأنك لو صرحت بالمصدر المنسبك لم يُفد
توكيداً.
وأجيب بأن التأكيد للمصدر المنحل، وبهذا لم يفرق بينها وبين إن
المكسورة، لأن التأكيد في المكسورة للإسناد، وهذه لأحد الطرفين.
الث
اني:
أن تكون لغة في لعل، وخرج عليها:(وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ) - في قراءة الفتح، أي لعلها.
***
(أنَّى)
اسم مشترك بين الاستفهام والشرط، فأما الاستفهام فترِد فيه بمعنى
كيف، نحو:(أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا) .
(فأنَّى يؤفَكون) .
ومن أين، نحو:(أنّى لكِ هذا) ، أي مِنْ أين.
(قُلْتم أفى هذا) ، أي من أين جاءنا.
قال في عروس الأفراح: والفرق بين أيْن ومِنْ أين أن أين سؤال عن المكان
الذي حلّ فيه الشيء.
ومن أين سؤال عن المكان الذي برز منه الشيء، وجعل
من هذا المعنى ما قُرِئ شاذاً: (أنَّى صبَبْنَا الماءَ صَبّاً) .
وبمعنى متى، وقد ذكرت المعاني الثلاثة في قوله تعالى: (فأتوا حَرْثَكم أنَّى
شِئْتم) ، فأخرج ابن جرير ال
أو
ل من طريق ابن عباس.
وأخرج الثاني عن الربيع بن أنس واختاره، وأخرج الثالث عن الضحاك، وأخرج قولاً رابعاً عن ابن عمر وغيره: أنها بمعنى حيث شئتم.
واختار أبو حيان وغيره أنها في الآية شرطية، وحذِف جوابها لدلالة ما قبلها
عليه، لأنها لو كانت استفهامية لاكتفت بما بعدها كما هو شأن الاستفهامية أن يكتفى بما بعدها وأن يكون كلاماً يحسنُ السكوت عليه أو اسماً أو فعلاً.
***
(أو)
حرف عطف ترد لمعان:
الشك من المتكلم، نحو:(قالوا لَبِثْنَا يوماً أو بَعْضَ يوم) .
والإبهام على السامع، نحو:(وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) .
والتخيير بين المعطوفين بأن يمتنع الجمع بينهما.
والإباحة بألا يمتنع الجمع.
ومثل الثاني بقوله تعالى: (وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ) الآية.
ومثل الأول بقوله: (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) .
وقوله: (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) .
واستشكل بأن الجمع في الآيتين غير ممتنع.
وأجاب ابن هشام بأنه ممتنع بالنسبة إلى وقوع كلِّ كفارة أو فِدْية، بل تقع
واحدة منهن كفّارة أو فدية.
والثاني قربة مستقلة خارجة عن ذلك.
قلت: وأوضَح من هذا التمثيل قوله: (أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا) .
على قول مَنْ جعل الخيرة في ذلك إلى الإمام، فإنه يمتنع
عليه الجمع بين هذه الأمور، بل يفعل منها واحداً يؤدي اجتهاده إليه.
والتفصيل بعد الإجمال، نحو:(وقالوا كونوا هوداً أو نَصَارى تَهْتَدوا) .
(قالوا ساحر أو مَجْنون) ، أي قال بعضهم كذا، وقال بعضهم كذا.
والإضراب كَـ بَلْ، وخرِّج عليه قوله:(وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) .
(فكان قَابَ قَوْسَيْن أو أدنى) .
وقراءة بعضهم: (أوْ كلَّما عاهَدوا عَهْداً) - بسكون الواو.
ومطلق الجمع كالواو، نحو:(لعلَّه يتذكّر أو يخشَى) .
(لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا) .