الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على عدم نصرتنا لدين الله وشَرَهنا لموالاة الظلمة، وجمعنا لجِيَفهم كالكلب الشره لها، ولم تعلموا أنه كالنفظ في جوف خشبة الجسم، فإذا هبَّتْ عواصفُ المنون التهب وفات التدارك، اللهم إنا عاجزون عن إصلاح أنفسنا، فمُنَّ علينا بهداية تجبر بها حالنا المظلمة، لأنك لا تحب الظالمين، ورحمتك قريب من المحسنين.
(تَعْبُرون) ، أي تعرفون تأويل الرؤيا، يقال عبرت الرؤيا - بتخفيف الباء.
وأنكر بعضهم التشديد، وهو مسموع من العرب.
(تأويل الأحاديث) : تفسير الرؤيا
(تركْتُ مِلّةَ قَوْم) ، أي رغبت عنها.
والتركُ على ضربين:
أحدهما - مفارقة ما يكون الإنسان عليه.
والآخر - ترك الشيء رغبة عنه من غير دخولٍ كان فيه.
ويحتمل أن يكون هذا الكلام تعليلاً لما قبله من قوله: (علمني ربي) .
أو يكون استئنافاً.
(تَبْتَئِس) : تحزن، وهو من البؤس.
(تَفَتأ) : أي لا تفتأ، والمعنى لا تزال.
وحذف حرف النفي، لأنه تلبَّس بالإثبات، لأنه لو كان إثباتاً لكان مؤكداً باللام والنون.
(تثرِيب)
، أي تعيير وتوبيخ.
والمراد عفو جميل.
وقوله (اليوم) راجع إلى ما قبله، فيوقف عليه، وهو يتعلق بالتثريب، أو بالمقدَّر في (عليكم) من معنى الاستقرار.
وقيل: إنه يتعلق بـ يغفر، وذلك بعيد، لأنه تحكم على الله.
وإنما يغفر دعاء، فكأنه أسقط حق نفسه بقوله:(لا تَثرِيبَ عليكم اليوم) ، ثم دعا إلى الله أن يغفر لهم حقَّه.
(تَحَسَّسُوا) - بالمهملة والمعجمة: طلبُ الشيء بالحواس السمع والبصر، أي
تعرفوا يوسف وأخيه، وإنما لم يذكر الولد الثالث لأنه بقي هناك اختياراً منه.
لأن يوسف وأخاه كانا أحبَّ إليه.
(تَيْئَسوا) : تقنطوا.
(تَغِيض الأرحام وما تَزْدَاد) ، أي تنقص، وتزداد من
الزيادة، فقيل: إن الإشارة إلى دم الحيض، فإنه يقل ويكثر.
وقيل للولد، فالغيض السقط أو الولادة لأقل من تسعة أشهر.
والزيادة البقاء أكثر من تسعة أشهر.
ويحتمل أن تكون " ما " في قوله ما تحمل وما تغيض وما تزداد
موصولة أو مصدرية.
(تَهْوِي إليهم) : تقصدهم بجد وإسراع، ولهذه الدعوة
حبّب الله حَبَّ البيت إلى الناس، على أنه قال:(من الناس) بالتبعيض.
قال بعضهم: لو قال أفئدة الناس لحجَّته فارس والروم.
(تَسْرَحون) ، أي حين ترُدُّونها بالغداة إلى الرعي.
(وتريحون) ، حين تردُّونها بالعَشِيِّ إلى المنازل، وإنما قدم
تريحون لأن جمال الأنعام بالعشي أكثر، لأنها ترجع وبطونها ملأى وضروعها
حافلة.
(تَمِيد) ، تتحرك، وهو في موضع مفعول من أجله.
والمعنى أنه ألقى الجبال في الأرض لئلا تميد الأرض.
وروي أن الله لما خلق الأرض جعلت تَفور، فقالت الملائكة: لا يستقر على ظهرها أحد، فأصبحت وقد أُرسيت بالجبال.
(تَخَوُّفٍ)، فيه وجهان:
أحدهما: أنَّ معناه على تنقّص، أي ينتقص أموالهم وأنفسهم شيئاً بعد شيء
حتى يهلكوا من غير أن يُهلكلهم جملة واحدة، ولهذا أشار بقوله:(فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) ، لأن الأخذ هكذا أخفّ من غيره.
وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أشكل عليه معنى التخوف في الآية حتى قال له رجل من هذَيل: التخوف التنقص في لغتنا.
الوجه الثاني: أنه من الخوف، أي يهلك قوماً قَبْلَهم فيتخَوَّفوا همْ ذلك
فيأخذهم بعد أن توقَّعوا العذاب وخافوه، وذلك خلاف قوله: وهم لا
يشعرون.